Darwiche Chamaa - Extracts of press articles
Darwiche Chamaa: Composer la décomposition - Rencontre (Extrait)
18/03/2022|Léa Samara - Agenda Culturel
Né en 1981 au Gabon, Darwiche Chamaa est arrivé au Liban dix ans après. Diplômé d’un master en Beaux-Arts à l’ALBA, Darwiche est l’artiste de cinq expositions solos au Centre Culturel Français au Liban depuis 2005, ainsi que de plusieurs expositions collectives au Musée Sursok, à la galerie Saifi Village à Beyrouth. L’année dernière, il surprend la scène culturelle égyptienne avec une exposition solo à la galerie Al Kahila au Caire. Cette année, l’artiste revient, à la galerie Cheriff Tabet, avec une exposition intitulée Mémoires de Beyrouth.
معرض درويش شمعة بالزيت والباستيل لدى "غاليري شريف تابت"
تعميرٌ مشهديّ لونيّ يفتح أمامه الطريق إلى ابتكارات الكبار
عقل العويط - جريدة النهار
درويش شمعة رسّام لا أنا أعرفه (بالشخصيّ)، ولا هو يعرفني. معرضه الجديد لدى "غاليري شريف تابت"، شارع عبد الوهاب الإنكليزي، الأشرفيّة، ابتداءً من 15 حزيران الجاري إلى 14 تموز المقبل، قرأتُ لوحاته التي بالزيت (14 لوحة)، وتلك التي بالباستيل والزيت (34 لوحة)، فزادتني أعماله اقتناعًا بأنّ ما يجري على مستوى التشكيل اللبنانيّ بأجياله الجديدة خصوصًا يستحقّ المتابعة النقديّة العارفة والمكثّفة، مثلما يستحقّ الكشف والاحتضان.
يعالج المعرض المنظر الطبيعيّ، ينطلق من المشهد، و"ينساه" كمنصّة، ليعود إلى "تذكّره" باعتباره حلمًا، لئلّا يغرق فيه، ولئلّا يستغرق. يتصدّى له كإشكاليّة تحتاج إلى نقاش، إلى جدال، إلى مساءلة، إلى حوار، إلى مقاربة، إلى مراودة، إلى تبصّر، إلى اختبار، وإلى إعادة إنتاج أسلوبيّة، هندسيّة، وباللون.
هذه المشهديّة البصريّة التي قد تكون مشغوفةً بالمدرسة السيزانيّة (نسبة إلى بول سيزان) أو بالتكعيبيّة، يعيد درويش شمعة تعميرها بديناميكيّةٍ خلّاقة، ويتولّى تشييدها، أرضًا وبيوتًا وأماكنَ وأشجارًا ومساحاتٍ وحدائقَ وبساتينَ، ولا يتورّع عن بنائها، عن زرعها، وريّها، وتسميدها، وتلوينها، وتنسيقها حجرًا حجرًا، وجلًّا جلًّا، مهندسًا مربّعاتها وحجومها (وتبقيعاتها) ومراتبها ونسبها وطبقاتها، حدّ ملامسة نوعٍ من التجريد، إلى أنْ يستتبّ السطح التشكيليّ استتبابًا، أقلّ ما يقال فيه إنّه سطحٌ مموسقٌ، متناسقٌ، متناغمٌ، متراصّ على انفساحٍ ورحابة، متماسك البنيان، متآخيةٌ عناصره ولبناته، ومتّكئٌ بعضها على بعضها، ومتساندٌ، على ألفةٍ هنيّة، وعلى تنوّعٍ لونيًّ يجب أنْ يُشهَد له، لأنّه قادرٌ بالاختبار الصبور والطويل الأناة على أنْ يتوثّب توثّبًا نحو الحاضر فلا يبقى "مطمئنًّا" إلى ما يطمئنه من بناءٍ وعمرانٍ ولونٍ وهندسة.
هذا الإيقاع اللونيّ الواثق من "نوطاته"، والمتدرّج انتقاله من رتبةٍ إلى رتبة، ومن مناخٍ إلى مناخ، ومن مدارٍ إلى مدار، وبتموسقٍ نغميٍّ تكوينيٍّ أوركستراليّ، من المأمول أنْ يكون درويش شمعة مدركًا "وجوب" أنْ يتطلّع (هذا الإيقاع) دائمًا إلى غده، إلى قماشته المقبلة، إلى انطلاقته الحرّة، "بالاشتباك" مع حاضره الاجتماعيّ، وبالتفاعل مع ما حصل ولا يزال يحصل في عالم الفنّ من تحوّلات وتغيّرات خلال العقود الفائتة. وليس ضروريًّا أنْ يتحقّق ذلك حصرًا على طريقةٍ محدّدة، إنّما على ما يشتهي الرسّام أنْ تكون عليه اختباراته المتمادية في الانشقاق عن ماضيها، من دون قطيعةٍ أو قسر أو افتعال.
هذا الفنّان المولود في العام 1981، إنّي أدعوه بقوّة إلى مساءلة (بل مناوشة) قدراته وطاقاته الكامنة والمخبوءة، وفي ظنّي أنّها غنيّةٌ ومفتوحةٌ على المدى.
أقرأ هذه اللوحات وسواها، وأنا قليل التمكّن من العدّة التشكيليّة، إذ يؤسفني أنّي لستُ ناقدًا فنّيًّا. كم كنتُ أتمنّى لو أملك في هذا المعترك الفنّيّ الحسّاس والمعقّد والمركّب والدقيق، المفاتيحَ والمداخل والمعايير والأسرار، التي تسدّد خطايَ، وترشد انطباعاتي وأفكاري وحدوسي، وأنا أتابع بعض العلامات الكبرى المكرّسة، بالتوازي مع الإشراقات الفنّيّة، والمواهب الجديدة، والإشارات الأسلوبيّة واللونيّة التي تومئ، وتدلّ بالإصبع، وبالعين البصيرة، إلى ما ينبغي أنْ يؤخذ بالرحابة وبالدرس المتأنّي، بهدف مرافقة الفنّانين ولا سيّما الجدد منهم، نحو آفاقٍ غير مطروقةٍ قبلًا.