شبلي الملاط الشاعر الانساني
شبلي الملاط الشاعر الانساني
الانسانية فكرة شغلت عقل الملاط مشاعر وعواطف وانفعالات وتوجهات، حتى شاعت في ثنايا قصائده، فقام يكشف عن عواطفه نحو أمه:
يا من ذكرتك جازعا متنهدا متألما وبكيت من ذكراك
أفما ترين الهجر طال... وانني يا أم مشتاق الى لقياك
ما عشت لا أنسى حنوك ساعة حتى يضم الى ثراي ثراك
وينتقل الى نصح أولاده شعورا منه بأنهم الأمل المشرق لوطنهم:
ولا تتعصبوا أبدا لدين فكل تعصب يشقي ويردي
ولا تسعوا الى توسيع خرق وكونوا رسل توفيق وود
حذار من النميمة فهي عار ومنقصة تحط بكل فرد
ويقول محذرا من الابتعاد عن مكارم الأخلاق حرصا على مصلحة الوطن، وما أشد عذاب وطننا لبنان اليوم:
ونظام كل عشيرة آدابها فاذا انطوى ضاعت بدون نظام
وكذا البلاد اذا الفساد انتابها أضحت مراتع للشقا وموامي
ونالت فلسطين نصيبها من قلم الملاط، والقلم ترجمان يفصح عن الأفكار والمشاعر، فقال متحسرا عما أصابها:
أي الذنوب أتت فلسطين التي طال البلاء بأرضها وتمادى
أجريمة أن تستقل بدارها وتهب تدفع من يكيد وكادا
وتغب أرض المسجد الأقصى دما وتخر دور الناصري رمادا
برزت فلسطين لهم واستبسلت وأبت عليهم أن تلين قيادا
ويؤكد الملاط قوة دور شعب لبنان دفاعا عن فلسطين:
وليجتمع لبنان صفا واحدا ذو صارم منه وذات سوار
وفدى فلسطين العزيزة فليجد بالغاليين معا دم ونضار
كان شبلي ملاط رجل الوطنية الصادقة، فوقف يدافع عن البوسنه والهرسك ضد عدوان النمسا عليهما، فقال مقرعا اياها:
ألا من يبلغ النمسا كلاما نسجله ونورثه البنينا
بأن عهودها كانت سرابا وكان ودادها بلفا ومينا
أتحسب جارة الدانوب أنا نذل لمثلها أبدا جبينا؟
ولعل أعظم مواقف الملاط جرأة ، قوله عن فضل الدين والعلم على البشرية:
الدين مصباح الهدى ومناره والعلم ريحان الوجود وغاره
والحسن كل الحسن جمعهما معا في هيكل لله عز جداره
وهو القائل في معرض الوحدة الايمانية:
من للزمان بمثل فضل محمد وعدالة كعدالة الخطاب
رفع الرسول عماد أمة يعرب وأعزها بالآل والأصحاب
نتساءل اليوم عمن يعيد الألق الوطني المشرق الى أرض الوطن.
من يعيد شبلي ملاط من دنيا الخلود الى لبناننا الحبيب كي يؤكد حقائق وجوده ورسالته ودوره؟
بذلك نعترف صادقين أنه ما زال "شاعر المواقع والمواقف".