شبلي الملاط الشاعر العربي
شبلي الملاط الشاعر العربي
الوطنية والعروبة صنوان لا يفترقان في فكر شبلي الملاط، فكلتاهما صورة مضيئة لمظاهر شخصيته التي أحبت العرب قدر محبتها وطنه لبنان، لم تجد بينهما تعارضا بل اتفاقا وتوحدا ، وهذا دليل على بعد نظر الملاط الثاقب الى مستقبل الأيام، فلا حياة لوطن بالانعزال، ولا حضارة لشعب بالتقوقع. لذلك، بث في ثنايا قصائده افتخاره بنسبه الى العرب:
نحن عرب بدين تغلب دنا وسكنا لبنان دهرا فدهرا
نحفظ الضاد والضيافة والعر ض، ونبني بالشعر مجدا وفخرا
واعترف بفضل العروبة:
لولا العروبة لم يسلم لنا نسب ولا أصول ولا فرع ولا رحم
ولم ينس الاشادة بلغته العربية وضرورة الاهتمام بها:
من لم يصن لغة الجدود فليس من قومية تنميه في الأنساب
وجال الملاط بنظره في تاريخ العرب - كأنه سفير لبنان اليهم - مستحضرا جليل أعمالهم وفضائلهم، فمدح بغداد:
وللحضارة في بغداد لألأة عدل وعلم وأخلاق وعمران
مشاهد كلما مرت بذاكرتي شعرت أني بالتذكار نشوان
وحظيت مصر باهتمام الملاط وافتخاره بها:
يا جيرة الهرمين حسبي وقفة في النيل من حسنات يوم حسابي
لبنان والوادي لدى تمثاله صنوان في روع وفي اعجاب
والحكمة الأولى لمصر... انما هي وحدة الناقوس والمحراب
وغنى شبلي الملاط العروبة أجمل غناء في اشارته الى عمق العلائق بين لبنان وسوريا، والى حقائق الحياة الجامعة بينهما، مصيرا ومستقبلا ووجودا :
جئنا دمشق وفي القلوب صبابة لنرى الشباب الحر في غليانه
جمعتهم صلة اللسان، وضمهم أدب كنضر الزهر في نيسانه
ايه شباب دمشق... انا معشر متلهف أبدا على جيرانه
فمصيركم كمصيره وكيانكم - لو تعلمون - معلق بكيانه