الفنان الرسام طوني حجار مردلي
ولا أبالغ اذا قلت أن الفنان مار ديللي وسمير أبي راشد، من النقاط المضيئة في التشكيل اللبناني، على قلة عروضهما. اذ أن أعمالها تستدعي التجويد والتنغيم والتطريب والوقت، وهي تطلع مزدانة كالعرائس، وتتكامل في عناصرها وحيثياتها، فمارديللي يحاول الكمال في لوحته. ويراهن التصوير عليها، ويربح الرهان لأنه ينفحها بالأنفاس الانسانية الدفيئة، خاصة وأن عدته الجمالية متناغمة فيما بينها، وهو يتحد ويتوحد في لوحاته،ويلتئم ويلتهم، ويتعضى، ويحيلها الى غنائيات، وسيمفونيات، وقصائد قوية الشاعرية، وشفافة ورحيقة في المداولات والحوارات، وحتى الاشكالات التي تطرحها ضمن هذه الأساليب التي يعتمدها الفنان للبزوغ والاشراق...!
زهير غائم 1/4-10/4/2004 - جريدة اللواء
مارديللي...واقعية مفخمة
الفنان الفنزويلي السوري اللبناني الأصل "مارديللي" يعود لكي يعرض مجموعته الجديدة في صالة غاليري زمان، حيث يقدم هذه المرة خداعا ً بصريا ً شيقا ً يؤكد من خلاله على مقدرته التأليفية الفذة. وتعتبر لوحة هذا الفنان، من الأعمال الرائجة في السوق الفنية داخل كاركاس العاصمة، لكن الخاصية التأليفية للوحة هذا الفنان ستبقى مثيرة للبصر، فهو من خلال الهدوء في المعالجة، وضبط الصورة والاهتمام بكل ما يحيط بها من اضاءات وتكوينات، يسعى الى التماثل مع حقيقة، محولا ً الوهم الى حقيقة مثيرة. وهذا الاتجاه الذي يتمثل بمدرسة كانت شائعة داخل تيارات الفن الأميركي المعاصر، ونعني بها مدرسة (الهوب رياست) أو الواقعية المضخمة، يندر أن نجد له وجودا ً ضمن تيارات الفن العربي المعاصر، نظرا ً لاقترابه من الحالة الفوتوغرافية. لكن أهميته الأكاديمية تشير الى وجود فنان على مستوى رفيع من الوعي التصويري، يمتلك طواعية نادرة وأصابع لبقة.
مارديللي الهادىء الذي يصوخ لوحته بعناية، يقدم لوحة مجدولة على رباعة تأليفية وقوة في الأداء. ومعرضه الثاني في الصالة التي يشرف عليها الدكتور موسي قبيسي في آخر شارع الحمراء بيروت، هو الامتداد العضوي للنجاح الذي تكرس في المعرض الاول.
مجلة فنون شرقية
اذا كان التجسيد الواقعي لمادة ما، يأخذ أبعاد التصوير الحي مقدما ً ذاته على نسيج موسيقي صادم الى حد الدهشة. ليغازل الخيال البصري أو يخادعه عبر لعبة تقافز الأشياء خارج اطارها جراء تشكيل الاحساس والظل. كما في تجاذب خيوط الدمى... يعني أننا أمام عمل تشكيلي ممسرح. انتصر علينا. حين أوقعنا في شرك صدمة الواقعية الفنية التي اعتمدها الفنان أنطوان مارديللي مذهبا ً.
التكوينات اللونية عكست دواخل صاحبها العافية على عشق الخلق والابداع بأدوات الاحساس والانطباع المتشكل من مشاهدات وحالات خاصة وبسيطة بما لها من جمالية نفس ونظرة ذواقة عرف كيف يوظفها في سياق عمله كفنان يعيد انتاج العناصر على أرضية المفاهيم الذاتية والتأويلات الذهنية والفنية.
علام عبد الهادي جريدة الشرق - 14 نيسان 2004
من كراكاس في فنزويلا، تحدراً من أصول سورية، الى استقراره الأخير في لبنان، شكل حضور الفنان الرسام أنطوان حجار مارديللي، اضافة أساسية الى الفن الذي ينطلق من الصورة، بكامل تفاصيلها، ويرتد عليها لكي يخترع منها عالما ً وصيفا ً مضافا ً الى الواقع، بحيث تبدو الحقيقة أكبر من جوهرها المتمثل في ذات الشكل، وأقرب الى الاحتمالات الترميزية التي تدفعنا لأن نتعامل مع العالم المرئي بنوع من التأخي، بين الحقيقي والمصور.
انه فنان متأن بايقاعاته التأليفية. اذ يستخدم مادة الاكريليك استخداما ً براغماتيا ً، يذهب معه وبه الى المستويات الأدائية التي تتجاوز تلك المادة الكلاسيكية المعتادة في صياغة الأشكال وتجوهرها، ونعني بها المادة الزيتية التي عاصرت وجايلت كل أزمنة التصوير.
لوحته التي تتخطى حدود الصورة، لتكشف عن مدلولاتها البصرية، أي أنها نكشف عن الجوانب التي قد لا تراها أو تننتبه اليها العين. هي لوحة المصور اليقظ، والعين اللاقطة، والذاكرة الطرية، واليد المطواعة. لكنها في اللحظة ذاتها هي لوحة الأخذ من الخارج وليس تعديله، أو الغاءه، أو تصويره بواطنه. ترى هل هو فن ظاهراتي انفعالي بما يمنحه الشكل الخارجي، حيث المرئي هو الموجود وحده، وما عداه وجود افتراضي؟!
د. عمران القيسي مجلة الكفاح العربي- 31 مايو 2004