رونزا لم أكن يوما فيروز الثانية - الشبكة 29.7.2002
رونزا لم أكن يوما فيروز الثانية - الشبكة 29.7.2002
بطاقة تعريف: ولدت فنيا ً: سنة 1972 (ضمن كورال الرحابنة). أفضل سنواتها: لا يوجد. أسوأ سنواتها: سنوات الحرب. اليوم التاريخي: حكمتها في الحياة: "شريعة المحبة".
انها سيرة ذاتية مختصرة لشخصية فنية نستعرضها عاما ً بعد عام ونتوقف عند أهم المحطات في حياتها وننشر فصولها اسبوعيا ً عبر صفحات "الشبكة".
درست البيانو وهي طالبة ، ثم تابعت الدراسة اياها في الكونسرفاتوار الوطني. لم يخطر على بالها يوما ً انها سوف تحترف الغناء، بل كانت مشاريعها منصبة على البيانو على أمل ان تغدو عازفة ماهرة تحيي حفلات موسيقية. وكانت تميل أيضا ً الى علم النفس فحازت ماجستير من الجامعة اللبنانية. ولم ترض بالشهادة العلمية من دون شهادة موسيقية، فسعت لديبلوم في الغناء الكلاسيكي الغربي والأوبرا من المعهد الوطني اللبناني في بيروت الى جانب تخصصها في المواد النظرية للموسيقى لمدة ست سنوات.
تتقن رونزا اللغة الفرنسية والانكليزية والايطالية والألمانية واللاتينية والروسية. شجعها عاصي الرحباني على دراسة الفوكاليز الغربي فتشبعت من التقنيات الغربية حتى الثمالة فكان مفصلا مهما في حياتها، اذ تعرفت الى الأوبرا للمرة الأولى وعشقتها. بعد سلسلة من المسرحيات وأعمال تلفزيونية وسينمائية قامت ببطولتها، دأبت رونزا منذ سنوات على تقديم الاحتفالات الدينية في لبنان، فرنسا، النمسا، بلجيكا وانكلترا. كما اشتركت في احتفالات دينية وفولكلورية مع الاستاذ توفيق سكر، استاذها في الصولفيج ومدير الكونسرفاتوار الوطني سابقا ً. واليوم تعلم رونزا في الكونسرفاتوار منذ سنة 1994. وبما أن لكل درب خطوته الأولى فماذا تقول رونزا وهي تمر عاما ً بعد عام وتتوقف عند أهم محطات حياتها المهنية؟
- بدأت الغناء ضمن الجوقة الغنائية للرحابنة التي قدمت مسرحيات في سياق مهرجانات بعلبك وغيرها مثل "ناطورة المفاتيح" سنة 1972 و"قصيدة حب" سنة 1973 و"بترا" سنة 1977.
أخبريني عن المرحلة التي غنيت فيها كهاوية في استديو الفن عام 1974؟
- شجعتني شقيقتي آمال بعدما سبقتني الى الظهور. كما شجعني أخي الكبير فؤاد، وهو فنان تشكيلي. غنيت "زهرة المدائن" وحزت الميدالية البرونزية بامتياز نظرا ً الى صغر سني الذي كان يقارب الخامسة عشرة.
وتتابع رونزا: سجلت مع الياس الرحباني أغاني للأطفال وبعض الاسكتشات في الاذاعة اللبنانية. كما سجلت أغنيات مع زياد الرحباني.
يبدو أن علاقتك بالرحابنة كانت وطيدة جدا ً، فكيف كانت علاقتك بعاصي الرحباني، ولماذا اختارك انت بالذات لتكوني بطلة مسرحياته؟
- كنت أشعر دائما ً وانا ضمن الكورال في فرقته بأنه كان ينظر الي نظرة خاصة ويشملني يرعاية مميزة ويقيم لي اعتبارا ً مميزا ً عن سائر اعضاء الفرقة، ربما لأنني كنت الأصغر سنا، لست ادري. الى حين جاءني عام 1977، وكنت بصدد التحضير لامتحانات شهادة الفلسفة، واستشار أبي في موضوع المسرحيات التي ينشد مني الاشتراك فيها. واتفق مع والدي على عقد لمدة سنة امتنع خلالها عن اي عمل فني مع اي فريق آخر، وعين لي استاذا ً في المغنى الشرقي من الاذاعة اللبنانية هو الراحل محمد غازي، وكان الشاعر سعيد عقل موجودا ً في الاجتماع. وتدربت حينها على الموشحات والأدوار الشرقية.
وتتابع رونزا: - لست أدري لماذا اختارني دون غيري. لكنني شعرت باعتزاز كبير كونه اختارني صغيرة من دون خبرة، ولم يكن عرضه في الحسبان أبدا ً.
كتبت الصحافة أن الأخوين رحباني كانا يريدان منك بديلا ً عن فيروز أثر خلافات بينهما؟
- لم أكن يوما ً فيروز رقم 2 ولم أشعر بحياتي بهذا الاحساس. كما لم يشعرني أي من الأخوين رحباني بهذا المشروع. بعضهم استنتج ذلك ولم يكن استنتاجه في محله، مع العلم انني لم أكن بطلة مسرحياتهما الوحيدة.
أخبرينا عن العمل الأول الذي تعتقدين انه وضعك على درب الاحتراف؟
- كان ذلك في برنامج "ساعة وغنية" سنة 1979 من تقديم الراحل رياض شرارة وهدى حداد. في اثناء تصوير البرنامج في الأردن أحيينا حفلة عيد ميلاد الملك حسين.
"ساعة وغنية" تحولت الى ساعات وسنوات من العمل المسرحي وأغنيات. اخبرينا عنها باختصار؟
- "المؤامرة مستمرة" سنة 1980. فيلم سينمائي بعنوان "آخر الصيف" في السنة ذاتها. مسرحية "الشخص" سنة 1981. بعدها مسرحية "الربيع السابع" مع ملحم بركات.
ما هي آخر مسرحية مع الأخوين رحباني اذا استثنينا أغنية "صور" التي نظمها منصور الرحباني شعرا ً ولحنا ً ونلت جائزة أفضل آداء عنها في مهرجان التلفزيون العربي في تونس سنة 1988؟
- هذا صحيح. بعدها ابتدأت مرحلة العمل مع الأبناء مروان وغدي.
هل وجدت فارقا ً بين الجيلين ضمن تعاملك معهما؟
- طبعا ً يوجد فرق. لا شك في أن النفس الرحباني موجود في أعمال الأبناء. لكن أحدا ً لا يمكن أن يكون نسخة مكررة عن الآخر. فكل منهم ينتمي الى جيل معين، والجيل يلحق مجتمعه ويحاول ان يترجمه عبر الأعمال. بالاضافة الى أن نظرة كل منهم تختلف عن الآخر. اليوم يسير الأبناء نحو النضج الفني. آباؤهم بدأوا شيئا ً وتطوروا الى شيء آخر. شخصيا ً، اذا قدر لي تسجيل اغنياتي القديمة فاني أسجلها بشكل مغاير. انسجمت مع الأبناء كثيرا ً بفعل تقارب العمر بيننا. اما الكبار فلم أشعر معهم بالغربة لأنهم كانوا بالنسبة الي تقاليد تربينا عليها.
وما هي المسرحيات التي اشتغلت فيها مع غدي ومروان؟
- بعدما أصدرت شريطي الغنائي بعنوان "طائر الفينيق". وكان من الحان أخي سمير طنب سنة 1992، قدمنا مع مروان وغدي "هالو بيروت" سنة 1993 وجلنا فيها على مناطق لبنانية وأبو ظبي والأردن. سنة 1994 قدمنا "الانقلاب" و"الممر الى آسيا" سنة 1999.
ما هو أهم انقلاب في حياتك؟
- ارتدادي الى الدين المسيحي. الايمان هو أساس حياتي وكل ما عداه يدور في فلكه ويستمد منه. أؤمن بالعناية الالهية ولا اخشى المستقبل. واتشبه بطيور السماء التي لا تفكر في غدها وتجد يوميا ً تقتاته.
ماغي سفر