المعرض السنوي الرابع لجمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت... - لور غريّب
المعرض السنوي الرابع لجمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت الشبّان في الأونيسكو تأخذنا عفويتهم وطموحاتهم الجذابة - لور غريّب
23-10-2013 | 00:33
انها المرة الرابعة تعرض جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت في قصر الاونيسكو (من 17 الى 23 تشرين الاول) اكثر من 100 لوحة ومنحوتة وأعمال تجهيز وتصوير فوتوغرافي وتقنيات معاصرة وحديثة، موزعة على صالتين كبيرتين، في إحداهما الاعمال المعاصرة، وفي الثانية تلك التي تقترب من الحداثة واختباراتها ووسائلها الاكثر التصاقا بالاساليب المعمول بها حالياً في العواصم المتقدمة فنيا .
الاهداء يحدد هوية النسخة الرابعة من التظاهرة السنويةحيث في الكاتالوغ (المتقن طباعة والوانا وتقسيما) أن "هذا المعرض يشكل باطلالته الرابعة مساحة مسيرة ابداعات فنانينا بما تحمله من رؤى وهواجس وانكسارات واحلام".
هذه الكلمات قد تكون تتضمن بعض المبالغة بالنسبة إلى كثير من الاعمال المعروضة ولا سيما تلك التي تمثل الجيل الاربعيني وما فوق، بينما نجد ان الشبان يعرضون اختباراتهم التي تدل على عفوية وطموحات مهنية قد توصلهم يوما ما الى درجة متقدمة من الفن الذي يتوقف عنده ربما النقاد وجامعو التحف الفنية.
نشير الى ان الفنانين المخضرمين والمعروفين والمشهورين قد غابوا عن التظاهرة باستثناء عدد قليل منهم، الياس ديب، وجيه نحله، حسن جوني ، نزار ضاهر، عادل قديح، وغيرهم، وقد شكل هؤلاء علامات فارقة في المجموعة المعروضة في الصالتين. نضيف ان ثمة تحية موجهة الى اثنين من الجيل القديم، جوزف مطر ومحمود اهمز، بتخصيص صدارة الصالتين لهما حيث اكثر من خمسة اعمال لكل منهما، تدل على اسلوبيهما المختلف. لن نقول رأينا بل نجد ان الاهتمام بالكبار تصرف يشكر عليه القيمون على هذه التظاهرة لانها تكرس حضورهما المهني والتاريخي في الحركة الفنية اللبنانية المعاصرة.
تفاوت المستويات
الملاحظ في غالبية الاعمال غياب اي تفاعل مع الاحداث التي دارت وتدور حولنا من ثورات ومذابح وحروب على رغم اننا نرزح تحت عبئها. المهم ان اعمال الشباب تتجه نحو اختبار مواد جديدة ومحاولات فيها الكثير من الجدية على رغم ان بعض التجارب تنقصها موهبة التصور والتأقلم مع مسارات فنية تجري في العالم. لا نطالب بأن تنصاع التحولات للموضة والاتجاهات التشكيلية او التجهيزية والتصويرية الرائجة، بل نطمح الى ان نكتشف بعض الخروق الفنية بحسب رؤى خاصة ينفرد فيها فنان جديد يعطينا الامل في ان موهبة جديدة ترى النور وقد تحتل المكانة المشرفة.
لا يخيب ظننا بما شاهدناه في الصالتين وان كان قليلا لكنه مقنع. نذكر احلام عباس في عملها اللافت حيث ثلاث نساء بفساتينهن الزاهية والفضفاضة في وقفة طفولية مقنعة ومهضومة. انهن يرفض الحرب.
في مكان آخر تلفتنا صورة فوتوغرافية من توقيع شربل طربيه، في حين يعلّق شارل خوري لوحة مهندسة كقطع غير متساوية وفق منطق بصري تعودنا عليه في مساره الفني. رانيا بحلق تعرض مساحة بنفسجية ممسدة تفتح صبغتها في الوسط لتستقبل كلمة عتمة بالفرنسية.
من التجهيزات نذكر فرادة العمل الذي وقّعته هند السيوفي، حيث مجموعة كتل تنطلق من قاعدتها وتعلو وتنقسم عند رأسها لتلبس خوذاً عسكرية حربية. ما تستند إليه بصريا هو رشاشات جاهزة للاستعمال في كل لحظة.
يسترعي البصر كرسي قديم محروم من القش، ملقى في مكان فارغ من اي حضور بشري. انه حسب صاحبته تريز فرنسيس الحنين رقم 2 وفيه تلاوين رمادية على زرقاء، تتعادل مع مشحات من البيج ترد خيال الكرسي من دون ان تتساوى معها.
صورة فوتوغرافية بالاسود والابيض لرانيا معوض مطبوعة بالقذف وتقدم صورة لموجتين تتهالكان على الشاطئ قبل ان تلتقيا.
لم نخرج من الاونيسكو وفي الانطباع صورة سلبية، بل ثمة ما يدعو إلى القول بأن التظاهرة تنفع إذ تتلاقى فيها التجارب والأفكار والاختبارات فتتصادم او تتلاقى وتبيّن ما هو قابل للتطور وما يستحق المتابعة.