Mooz Films تقدّم كَفرنَاحُوُم إخراج نادين لبكي - إنتاج خالد مزنّر
Mooz Films تقدّم كَفرنَاحُوُم إخراج نادين لبكي - إنتاج خالد مزنّر
ملخص الفيلم
نهار داخلي - قاعة المحكمة
زين (12 عاماً) يخاطب القاضي
القاضي: لماذا قررت أن تُقاضي والديك؟
زين: لأنهما منحاني الحياة.
لقاء مع المخرجة نادين لبكي
لماذا اخترتِ كفرناحوم اسمًا لهذا الفيلم؟
فرض الاسم نفسه دون أن أشعر بذلك.عندما بدأت بالتفكير بالفيلم، اقترح عليّ زوجي خالد بأن أكتب جميع المواضيع التي كنتُ أودّالتطرّق إليهاعلى لوحٍ أبيض في منتصف غرفة الجلوس في منزلنا. وهي طريقة اتّبعها عادةً لدراسة الأفكار التي أريد تطويرها. وعندما عدت إلى ذلك اللّوح بعد فترة معينة، أخبرتُ خالد بأنني أشعر أن كافة هذه القضايا والأعباء والهموم أشبه بجحيم وخراب لا يطاق (أي كفرناحوم) ومن هنا جاء اسم الفيلم.
وما كانت الموضوعات التيكتبتِها على هذا اللوح؟
كنت دائماً أشعر بأهميّة نقاش النظام القائم وتناقضاته من خلال أفلامي. ولا أكتفي بمجرد الطرح أو النقاش فحسب، بل وأسعى أيضًا إلى تصوّرِ أنظمةٍ بديلةٍ.
في بداية كفرناحوم، كانت المواضيع التي شغلت بالي متمثلة في: أوّلاً، قضايا المهاجرين غير الشرعيين، والأطفال الذين يقاسون سوء المعاملة. وثانيا، العمال المهاجرين، وفكرة الحدود وغرابة وجودها،ففي الحقيقة نحن لا نزال نحتاج إلى ورقةٍ لكي نثبت وجودنا في مكانٍ ما.رغم أنّ بإمكان هذه الورقة أن تكون باطلةً. إضافةً إلى العنصرية والخوف من الآخر، وعدم الاكتراث باتفاقية حقوق الطفل المشرّع عنها في الأمم المتحدة.
ولكن انتهى بك الأمر الى جعل قضية الطفولة محورًا أساسيًا لفيلمك...
قرّرتُ التركيز على قضيّة الأطفال الذين يقاسون سوء المعاملة بالتوازي مع هذا العصف الذهني الذي مررت به لبلورة فكرة الفيلم. فقد مررتُ بموقف أثّر فيّ جدًّا وأشعرني بأهمية هذا الطرح، إذ كنتُ عائدةً من إحدى الحفلات عند الساعة الواحدة صباحاً، وتوقّفتُ عند إحدى الإشارات الضوئية فلمحت عيناي طفلاً تحت نافذة سيارتيتماماً, كان نائماً في حضن أمه التي كانت جالسةً تتسوّل على قارعة الطريق. وتمثّلت الصدمة بأن هذا الطفل لم يكن يبكي، ولكن كلّ ما كان يريده هو أن ينامفقط. لم تفارق صورته مخيّلتيوهو يغمض عينيه.عندما وصلت إلى منزلي، كان لابدّ لي بأن افعل شيئًا حيال تلك الصورة، فرسمت وجه طفلٍ يصرخ في وجه أناسٍ بالغين، ويلومهم لأنهم جلبوه إلى عالمٍ سلب منه كل حقوقه. وهكذا بدأت فكرة كفرناحوم بالنموّ، وكانت الطّفولة هي نقطة الانطلاق، لأنها المرحلة التي ترسم وتحدّد ما تبقّى من حياتنا.
وما هو محور الفيلم؟
يسرد كفرناحوم قصة زين الذي يبلغ من العمر 12 عاماً، فيقرّر أن يرفع قضيةً على والديه الذين أحضروه إلى العالم دون أن يكونوا قادرين على تربيته تربيةً سوية، بل وأن يمنحوه الحبحتى. وكأن معركة هذا الطفل، الذي قاسى سوء المعاملة والذي لم يكن والداه أهلاً لتلك المهمة، تشكّل الرمز والصدى لصرخات كلّ أولئك الأطفال الذين أهملتهم أنظمتنا. إنه اتهامٌ يعبّر عن أطفال العالم ترسمُه عيونٌ صادقة...
ما هي "رسالة التغيير" التي تتجلّى في كفرناحوم وأعمالك بالمجمل؟
أرى أن السينما هي وسيلةٌ لطرح الأسئلة قبل كل شيء، بما في ذلك الأسئلة التي أطرحها على نفسي، بشأن النظام الحالي. كما إنها وسيلة أقوم من خلالها برسم تصوّري للعالم الذي أتطوّر، أنا شخصياً، ضمن دائرته. كنت ولازلت مثالية جدًا، إذ لا زلت أؤمن بقوة السينما.فحتى ولو كانت أعمالي، وكفرناحوم تحديدًا، ترسم صورةً صادمةً ومجرّدة للواقع، فإنني لازلت مقتنعةٌ بأن السينما، وإن عجزت عن تغيير الواقع، فإنها تستطيع أن تؤسّس لنقاشٍ مثمرٍ أو أن تدفع الناس الى التفكير.
في كفرناحوم، اخترت بأن أجعل من مهنتي سلاحًا، عوضًا عن مجرّد شجب مصير هذا الطفل الذي رأيته في الشارع والاستسلام لشعور العجز. وقررت إنجاز العمل أملاً بأن يكون لي أثرٌ من خلاله على حياة هذا الطفل ، حتى ولو تمّ ذلك من خلاللفت انتباه الناس وتوعيتهم لهذه المشكلة. والذي حفزّني على تقديم العمل هو حاجتي لأن أرسم صورةً حقيقية للوجه الخفي لبيروت (ومعظم المدن الكبرى)، وأن أتوّغل إلى الحياة اليومية لأولئك الذين كان الفقر المدقع هو مصير محتوم عليهم ولا مفرّ لهم منه.
جميع الممثّلين هم أشخاصٌ يعيشون حياةً قريبةً من حياة شخصياتهم في الفيلم. لماذا اخترتِ ذلك؟
بالفعل، تُعتبر حياة زين على أرض الواقع مشابهةٌ لحياة شخصيته في الفيلم ومن أكثر من زاوية.كذلك بالنسبة إلى رحيل، السيدة التي تعيش بلا أوراق رسمية. أما شخصية أم زين فقد استوحيتها من امرأةٍ قابلتها، كانت قد أنجبت 16 طفلًا، وتعيش في ظروفٍ مشابهةٍ للظروف التي يصوّرها الفيلم، وقد مات ستةٌ من أطفالها، فيما تُرك البعض الآخر في دورٍ للأيتام لأنها لم تستطع الاعتناء بهم.
أما السيدة التي لعبت دور كوثر فقد كانت هي بالفعل تطعم أولادها من مكعبات ثلج مغطاة بالسكر. وحتى القاضي فكان يعمل قاضيًا في الواقع. كنت أرى بأنني الوحيدة التي لم تعايش ظروفًا تُماثل ما يحدث على الشاشة، ولهذا أردت بأن يكون دوري هامشياً قدر الإمكان.
لطالما كانت لديّ بعض التحفظات على استخدام كلمة "لعب الدور" عند الإشارة إلى ممثلي السينما، وخصوصًا في فيلم كفرناحوم الذي كانت فيه المصداقية أولويةً هامة، بل أرى أنني أدين لجميع من كان هذا الفيلم صرخةً لقضيتهم.
لقد كان من الضروري أن يدرك الممثّلون نوعيّة الظروف التي نريد إبرازها، لإعطاءهم شرعيةً حينما يقومون بالحديث عن قضاياهم. وأظن بأن مهمة تجسيد شخصيات تحمل كل هذه الهموم والآلام أشبه بمهمة مستحيلة للممثّلين بشكل عام. ومن هذا المنطلق، فقد رغبت بأن يغوص فيلمي في أعماق شخصياتي وليس العكس، ولهذا كان اختيار أشخاص غير محترفين للتمثيل أمرًا بديهيًا. طوال فترة التصوير، كنت مؤمنةً بأن هناك قوةً خفيةً كانت ترعىالفيلم، وشاءت الأقدار بأن يسير كلّ شيءٍ كما أردنا. فكنت أنا أكتب شخصياتي، وكنت أشاهدها وهي تقفز من الصفحات إلى الشارع لتجدها أعين من كان مسؤولاً عن اختيار الممثلين. كنت أطلب منهم فقط أن يكونوا على طبيعتهم لأن حقيقتهم كانت كافية، أما أنا فوقعت في غرامهم. وبعيدًا عن إعجابي بمدى صدقهم على الشاشة، فقد كنت سعيدةً لأن الفيلم منحهم منبراً يعبّرون فيه عن أنفسهم، ومساحةً يستطيعون من خلالها أن يعبروا عن معاناتهم.
بعيدًا عن الاتهامات التي يوجهها زين لأهله، فإن محرّك الفيلم هو رحلة هذا الصبي الذي لا يحمل أي أوراق رسمية..
لا يملك زين أي وثائق، ويعني هذا، بالمفهوم القانوني، بأنه غير موجود. تختزل قضيته مشكلةً أبرزناها على مدار الفيلم وتتمثّل في شرعية وجود الإنسان. خلال بحثي،لقد وجدت العديد من الحالات المشابهةلأطفالٍ ولدوا بدون توثيق رسمي لأن ضيق حال ذويهم منعهم من ذلك، وخطف الموت كثيرًا منهم غالبًا بسبب الإهمال أو سوء التغذية، أو ببساطة، لغياب الرعاية الطبية. يموت هؤلاء الأطفال دون أن يلحظهم أحد، وكأنهم بلا وجود في هذه الحياة. وجميعهم يقولون، وبحثي في هذا الموضوع يبرهن ذلك، أي بأنهم غير سعداء بمجيئهم إلى هذا العالم.
بدأ التصوير بعد ولادتك لابنتك الثانية بفترةٍ وجيزة...
ابنتي مايرون ويوناس متقاربتان جداً في العمر. كنت أنا وشخصية رحيل نرضع ابنتيّنا في نفس الوقت، وقد أدت هذه التجربة المزدوجة - بين موقع التصوير وبين حياتي الشخصية حينما كان عليّ أن أحاول التوازن بين الأمرين - إلى تعميق علاقتي بالفيلم. حتى عندما توجّب علي أن أغادر إلى المنزل بين كل لقطةٍ وأخرى لكي أرضع ابنتي، وحتى إن كنت بالكاد أجد أي وقتٍ لأنام، كان هناك قوةٌ لا أستطيع شرحها انبعثت بداخلي وحملتني على إتمام التصوير. لقد كان ذلك حقًا أمرًا مذهلًا.
شخصية رحيل من أثيوبيا، فهل كان هذا خياراً مقصوداً؟
أردت أن تكون الشخصية الأساسية امرأةً ذات بشرة سمراء. هناك الكثير من الفتيات في لبنان مثل رحيل، فهن يتركن أطفالهن ويذهبن ليعملن لصالح عوائل أخرى، ويصبحن مجبراتٍ على الانسلاخ من أي عاطفة، وحتى من حق الحب. وسرعان ما يقعنّ ضحيةً للعنصرية أو يواجهن المعاملة السيئة من الأشخاص الذين يعملون لديهم، والذين لا يعتبرونهنّ موّظفات لهن حقوقهن، فقط لأنهن تنحدرنَ من عرقٍ مختلف. لا يُسمح لهنّ بالإنجاب أو بأن يظهرن حبهنّ لأطفالهنّ... وبالعودة إلى الفيلم، في المشهد الذي يدور في بيت كاتب العدل(الذي يُضطر فيه إحدى الشخصيات بأن يتظاهر بأنها استغنت عن رحيل من أجل موّظفة فيلبينية ستُضفي على العائلة مكانة أعلى). يجسّد هذا المشهد عدم اتساق هذا النظام الذي لا يكتفي فقط باعتبار هؤلاء النسوة غرضاً يُباع ويشترى، بل ويصنّفهم أيضًا. لقد تمثّلت رغبتي، لهذا السبب، في الاحتفاء بهؤلاء النسوة كما يستحقن.
ما هي أوجه الشبه بين الفيلم وما حدث في الواقع؟
كان هناك عدداً من نقاط التقاطع، وهو ما جعل هذه المغامرة تعبق بسحرٍ جميل. أولاً، في اليوم الذي صوّرنا فيه المشهد الذي تُعتقل فيه رحيل في مقهى الانترنت، حدث أن اعتقلت حقاً لعدم امتلاكها لأي وثائق. كان الأمر أقرب إلى المستحيل. عندما تبدأ بالبكاء وهي تُلقى في السجن، كانت الدموع التي تسيل من عينيها دموعًا حقيقية فقد عانت من هذه التجربة فعليًا وقاست آلامها. وكذلك الأمر بالنسبة ليوناسالتي اعُتقل والداها خلال تصوير الفيلم. الفتاة الصغيرة التي لعبت دورها (واسمها تريجور) اضطرت للعيش مع مسؤولة اختيار الممثلين لثلاثة أسابيع كاملة. وطبعًا منحت كل هذه اللحظات التي اشتبك بها الواقع بالخيال مصداقيةً كبيرةً لهذا الفيلم.
يتناول الفيلم أيضاً مسألة المهاجرين. هل كان هذا أمرًا مهمًا بالنسبة لك؟
تناولنا هذه القضية من خلال شخصية ميسون في الفيلم. كان من المهم أن نتحدّث عن ذلك عبر الأطفال الذين تزخر مخيّلاتهم بهذه الرحلات الواعدة الذين لا يعرفون عنها شيئاً. هؤلاء الأطفال الذين يُقذّفون إلى حياة البلوغ، إلى حياةٍ قاسيةٍ وصعبةٍ رغماً عنهم.
هل تعتبرين هذا الفيلم فيلمًا وثائقيًا؟
كفرناحوم قصةٌ روائية، إلا أن جميع عناصرها هي أمورٌ عايشتها وشهدتها خلال بحثي. فلم يكن هناك أي شيءٍ قد اختلق أو كان من وحي الخيال، بل إن كل ما نراه هو نتاج زياراتي لمناطق فقيرة، ومراكز الاحتجاز، وسجون الأحداث التي زرتها وحيدةً، مخفيةً هويتي وراء قبعةٍ ونظاراتٍ شمسية. استغرق الفيلم ثلاث سنواتٍ من البحث، وكان يلزم علي أن أكون متعمّقةً ومتمرسةً في الموضوع الذي أردت أن أتناوله، أن أرى كل شيءٍ بالعين المجرّدة بدلاً من أن أعايشها. وقد أدركت بأنني أتناول قضيةً حساسةً ومعقّدة وأنا أقوم بكل ذلك، ذلك لأنها قضيةٌ لمستني أكثر وأكثر ربما لأنها كانت غريبةً وغير مألوفةً بالنسبة لي. وقد أدركت بأن علي أن أنصهر بواقع هؤلاء الناس، أن أتعمّق في قصصهم وغضبهم وإحباطهم،لكي أستطيع أن أرويها وأرصدها في الفيلم. كان عليّ أن أؤمن بالقصة قبل أن أكون قادرة على سردها. صوّرنا الفيلم في مناطق فقيرة بين جدرانٍ شهدت مآسٍ مماثلة، باستخدام أدواتٍ متواضعة وممثّلين طُلب منهم، بكل بساطة، أن يكونوا على طبيعتهم.
وقد حرصت على إخراج التجربة بطريقةٍ تخدم العمل. ولهذا السبب استغرق التصوير ستة أشهر، ووجدنا في النهاية بأن بين أيدينا أكثر من 520 ساعةٍ من المشاهد التي تم تصويرها.
ولكن تبقى فكرة طفلٍ يحاكم والديه فكرةً غير واقعية...
محاكمة زين لأهله هي رمزيةٌ تختزل أسماء جميع الأطفال الذين يجب عليهم أن يطالبوا أهلهم بأبسط الحقوق، وهم الذين لم يختاروا أن يولدوا، حقهم أن ينالوا الحب على الأقل. أردت أن تحمل المحاكمة حسّاً من الواقعية عبر تدخل كاميرات التلفزيون ووسائل الإعلام المختلفة التي تساعد زين بأن يأخذ قضيته إلى المحكمة.
وهناك، في قاعة المحكمة، يكون اللقاء الذي يجمع كافة شخصيات الفيلم...
كانت فكرة قاعة المحكمة ضروريةً لإضفاء المصداقية للدفاع عن مجتمع كامل. فكانت جلسة الاستماع هذه أشبه بمنصة لأصواتهم، المقموعة والمهملة، أملًا في أن تصل أخيرًا إلى الآذان. ولهذا طلبت من أم زين، عندما كان عليها أن تدافع عن نفسها أمام القاضي، أن تفعل ما كان لها أن تفعله إن طُلب منها حقاً بأن تدافع عن قضيتها أمام قاضٍ في الحقيقة. فلقد عبّرت عن نفسها بصفتها كوثر (اسم شخصيتها في الفيلم)، وهو ما سمح لها بأن تعبّر عما قيّدها طوال حياتها. قمنا أيضًا بتنفيذ فكرة المحكمة لتضعنا أمام فشلنا، وعجزنا عن القيام بأي شيءٍ في وجه مستنقع الفقر الذي بات العالم يسقط فيه.
ولكن ألا يجبرنا ذلك الإطار على أن نرتدي نحن عباءة القاضي؟
على العكس تمامًا، فإذا كانت المحكمة قد أجبرتنا على أمرٍ ما، فهو أن نرى ونسمع وجهات النظر والآراء المختلفة. فنحن نلوم الأهل في البداية، ومن ثم نسامحهم.
لقد استوحيت وجهة النظر تلك من تجربتي الخاصة، فعندما قابلت أمهاتٍ أهملن حقوق أطفالهن، وجدت نفسي أصدّر أحكامي عليهم. ولكن تعمّقت أكثر بقصصهم، والجحيم الذي عشن فيه، والجهل والحماقات التي أدّت بهم إلى أن يظلموا أطفالهم على هذا النحو المخيف. كانت هذه الاكتشافات أشبه بصفعةٍ على الوجه. ووقتها تساءلت: "كيف لي أن أسمح لنفسي بأن أكره هؤلاء الناس أو أطلق أحكامي عنهم، وأنا لا أعرف شيءٍ عن تجاربهم أو واقعهم اليومي؟"
هل تعتبرين كفرناحوم فيلمًا لبنانيًا؟
على صعيد الإنتاج والمكان، فهو كذلك بكل تأكيد. ولكن القصة هي قصة كل إنسانٍ لا يملك حقوقه الأساسية، أو حالت العوائق بينه وبين حصوله على التعليم، والرعاية الصحية، والحب أيضاً. إنّ هذا العالم المظلم الذي تتنقّل هذه الشخصيات بداخله هو اختزالٌ لحقبة، واختزالٌ لمصير كل مدينةٍ كبيرةٍ في هذا العالم.
يبدو بأن هذا الفيلم مثّل نقلةً في مسيرتك، فهو يبتعد عن أعمالك السابقة التي يسودها حسٌّ من التفاؤل...
ينجح زين في الحصول على وثائقه في نهاية الفيلم، وتجد رحيل طريقةً للتواصل مع ابنها... ونجحنا أيضاً بأن نسوّي أمورهم القانونية في لبنان على أرض الواقع. فلمرةٍ واحدة لم أرد بأن تكون النهاية السعيدة مقيّدةً بحدود الشاشة، وآمل بأن يحدث ذلك في الحياة الواقع عبر النقاش الذي يستثيره هذا الفيلم. لقد كان "كفرناحوم" مُتنفسّاً للممثّلين، ومساحةً سمحت لهم بأن يعبّروا عن معاناتهم وأن يستمع لهم الآخرون. وهذا بحدّ ذاته هو انتصار.
ما هي طموحاتك فيما يتعلق بـ كفرناحوم؟
أقصى ما أريده هو أن يدفع هذا الفيلم المسؤولين وأصحاب القرار إلى سنّ قانونٍ يكون أساس بنيةٍ حقيقيةٍ تحمي الذين تعرّضوا لمعاملةٍ سيئةٍ وكذلك الأطفال المهملين. آمل أن نصون، ولو قليلاً، حرمة هؤلاء الأطفال، الذين لم يأتوا إلى هذا العالم يإرادتهم، أو ربما كانوا مجرد تنفريغشهوةٍ أو نزوةٍ وليدة لحظة. لكنها تركت خلفها أطفالًا يعانون لسنين وعقود.
Photos by photographer Fares Sokhn
سيرة ذاتية
فيلموغرافيا
ريو أحبّك (2014) - مقطع "O Milage"
وهلأ لوين؟ (2011)
سكر بنات (2007)
وُلدِت نادين لبكي في لبنان، وترعرعت في ظلّ الحرب الأهلية هناك. تخرجتلبكيمن معهد الدراسات السمعية البصرية IESAV-في جامعة القديس يوسف- بيروتعام 1997. ومن ثم بدأت مباشرةً بإخراج الإعلانات التلفزيونية والفيديوهات الموسيقية لفنانين مشهورين في لبنان والمشرق، وفازت بعددٍ من الجوائز.
شاركت لبكي عام 2005 في برنامج Residence التابع لمهرجان كان السينمائي، وهناك كتبت فيلم سكر بنات، الذي كان أوّل أعمالها الروائية، والتي تجري أحداثه في بيروت، وتولّت لبكي أيضاً إخراج الفيلم إضافةً إلى مشاركتها في بطولته. وكان العرض العالمي الأول لسكر بنات ضمن فعالية "نصف شهر المخرجين" بمهرجان كان 2007. وفاز بجائزة لجنة التحكيم الشباب بالإضافة إلى جائزة تصويت الجمهور بمهرجان سان سيباستيان- اسبانيا. وعُرض بعدها في أكثر من 60 دولة حول العالم.
في عام 2008، كرّمت وزارة الثقافة الفرنسية نادين لبكي بوسام الفنون والآداب الفرنسي.
كان وهلأ لوين؟ ثاني أفلام لبكي، حيث توّلت كتابته وإخراجه وبطولته. وقد كان عرضه الأول في مهرجان كان 2011، في قسم "نظرة ما"، وحصل على تنويه خاص من لجنة التحكيم المسكونية. وفاز الفيلم لاحقاً بجائزة اختيار الجمهور ضمن فعاليات مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، قبل أن يُعرض في مهرجان صندانس في العام2012. كما رُشّح لجائزة أفضل فيلمٍ أجنبي ضمن جوائز جمعية نقاد البث السينمائي في لوس آنجلس، ويُعد أيضًا أعلى فيلم عربي من حيث الإيرادات في شبّاك التذاكر اللبناني حتى اليوم.
في عام 2014، أخرجت لبكي مقطعًا من فيلم "ريو أحبّك" وهو أحد أجزاء المجموعة القصصية Cities of Love التي أخرجتها، وكتبتها، ومثّلت فيها مع الممثل العالميهارفيكيتيل.
عملت لبكي أيضاً أمام الكاميرا، فمثّلت في Mea Culpa من إخراج المخرج الفرنسي فريد كافاي، وLa rançon de la gloire للمخرج الفرنسي إكزافيربوفوا، ورصاصة طايشةللمخرج اللبناني جورج هاشم، وRock the Casbah للمخرجة المغربية ليلى مراكشي.
لقاء مع المنتج خالد مزنّر
هل كان هذا أول فيلمٍ روائيٍّ تنتجه مع نادين؟
عندما بدأت باستيعاب ما كانت نادين تسعى لأن تحقّقه في كفرناحوم، وهوسها بالحقيقة ورغبتها بأن تختبر حدود الواقعية مع تناول قضيةٍ اجتماعيةٍ وإنسانية، اتضح لي بأن إنتاج هذا الفيلم بالطريقةٍ التقليدية لن يكون مناسباً. وهكذا توليّت أنا شخصيًّا إنتاج الفيلم وكنت أعتمد في الأساس على الحرية المطلقة. فكانت الفكرة هي صناعة فيلمٍ لبنانيٍّ خالص لا تقيّده أي شروطٍ زمنيةٍ أو إبداعية، بحيث يكون لنادين أن تعبّر عن نفسها كما ترغب عبر هذا الفيلم الذي تتقاطع فيه حدود الوثائقي والخيالي. كان كفرناحوم أيضًا برهانًا على أننا فريق، وأننا نستطيع بأن ننجز معًا أي شيء نريده.
وصفت هذا الفيلم بأنه أشبه بـ"ولادةٌ منزلية" نوعًا ما. هل لك أن تتحدّث عن ذلك قليلًا ؟
تداخلت حياتنا المهنية بحياتنا الخاصة بصورةٍ كاملة خلال تلك الفترة. فقد أصبح كفرناحوم فعلياً ملحمةً عائلية. وما أغنى هذه الفكرة أكثر كان ولادة ابنتنا قبل بداية التصوير بفترةٍ قصيرة. لقد عايشنا هذا الفيلم معاً، وكأنه ميلادٌ حقيقي بجميع مراحله وخطواته، بدءًا من تكوين ملامح الفكرة ووصولًا إلى تبلوّرها وظهورها كصورةً على الشاشة، وما يليها من مشاعر متضاربة يمر بها كل من استقبل طفلًا للتوّ! هناك رابطٌ ملموسٌ يربطنا بكفرناحوم لأننا تخيّلناه وصنعناه بحريةٍ كاملة. كنا نعمل على كل ما يتعلّق بالفيلم بين منزلنا والاستديو الخاص بي، قبل أن نقوم ببناء مكتبٍ تحت منزلنا. وحتى الممثّلون، الذين تتقاطع حياة شخصياتهم أمام كاميرا مع حياتهم الحقيقية في نقاطٍ كثيرة، فقد صاروا جزءً من حياتنا اليومية. وهكذا، فهو فيلم نابع من داخلنا، وبصمتنا فيه راسخة وعميقة.
الإنتاج نفسه كان عمليةً غير اعتيادية.
جاء ذلك بسبب الحرية الكاملة التي منحناها لأنفسنا، لكن كفرناحوم كان في الوقت نفسه كابوساً لوجستيًا على جميع الأصعدة. فقد كسر الإنتاج جميع القواعد التقليدية. من قراءة السيناريو إلى ما بعد الإنتاج، والموسيقى والميكساج، قمنا بكل شيء في منزلنا. حتى تأمين التمويل لم يأتِ بطريقةٍ عادية. ويمكنني القول بأنني ألقيت بنفسي في بحر هذه المغامرة وبالكاد كان معي أي مال. لم يؤمن أحد بهذا المشروع، باستثنائي أنا. أخبروني بأنها مقامرة مجنونة ومغامرة غير محسوبة. ومع أنني أدركت تمامًا حجم هذه المخاطرة، لكنني آمنت بالعمل من أعماق قلبي. وسرعان ما وجدت نفسي غارقًا في أزمة مالية حقيقية، لكنني امتنعت عن إخبار نادين بأيٍّ من ذلك خشية أن أؤثّر على استقرارها حينما يبدأ التصوير. وفي النهاية حدث ضخّ التمويل عبر طريقةٍ استثنائية، بفضل القطاع الخاص والمصرف المركزي اللبناني.
مع انتقال نادين إلى أسلوبٍ أقرب إلى الوثائقية، كيف أثّر ذلك على الموسيقى التي أبدعتها؟
سألت نفسي باستمرار، ما هو نوع الموسيقى الذي يمكن أن يتناسب مع حياة الشخصيات وكل ما يقولونه؟ ما هو الصوت الذي يتلاءم مع رائحة البالوعات ووجع الفقر، وقساوة الموضوع الذي نحاول طرحه؟ وجدت نفسي أميل أكثر إلى موسيقى أفقر لحنًا عن المعتاد، وكانت الفكرة هي إبراز روحٍ أشبه بتلك التي ظهرت في عالم Mad Max في هذا الفيلم – لحن ميثولوجي (بالرغم من أنه واقعي) بحيث نرسم من خلاله لوحةً تختزل هذا الفيلم الذي أراه أشبه قصة رمزية تُفشي مستقبل جميع المدن الكبيرة. وقد استطعنا تحقيق ذلك باستخدام ألحانٍ كورسيةٍ متنافرة، بحيث تشعر بأنها تتبدّد قبل أن تستطيع الإحاطة بها، إضافةً إلى صوتياتٍ إلكترونية ارتكزت على الموالفة. فهناك أحد المقاطع، اسمها The Eye of God، التي ترافق لقطةً لمدينةٍ، ملعونةٍ ربما، كان مصيرها المحتوم هو الهلاك بعقوبة الفقر ة والتشرّد.
الأمر الذي لم أرد أن أقوم به على الإطلاق هو التركيز على الأحاسيس التي كانت حادةً بالأصل أو إبرازها، ولكن، على النقيض من ذلك، أردت أن أفكّك مشاهد الفيلم وأرسّخ مناخًا عامًا يبعث على الاضطراب في نفس المشاهد، وهو ما يضعه بصورةٍ مباشرةٍ، بطريقةٍ ما، أمام الشعور بالذنب واللوم لأنه كان موجوداً هنا ولكنه لم يقم بأي شيء. وهكذا فإن هدف هذا الفيلم هو زعزعة الجمهور وتحريضه.
هل من الممكن أن تخبرنا قليلًا عن هذه المغامرة التي خُضتها، من المنظور الفردي وأيضاً كأحد ضلعيّ الفريق؟
تألفّت مغامرة كفرناحوم من جزئين. أولاً، الفردي، والذي تجلّى في دوري كملحّن وقبل كل شيء كمنتجٍ توجّب عليه أن يواجه المصاعب واحدةً تلو الأخرى، والتي كان أغلبها ماليًا. ومن ثم كوني نصف هذا الثنائي الذي راوده حلم صناعة هذا الفيلم، ومن ثم الصراع الذي خضناه لكي نمنحه الحياة، مع الإصرار والحرص على الواقعية التي لم تمنحنا خيارًا آخر غير التصوير رقمياً.
وبفضل هذه الطريقة، استطعنا تصوير أكثر من 520 ساعةً من المشاهد المليئة باللحظات التي رصدناها من الواقع الخالص، وهو ما جعل كفرناحوم أقرب إلى القصص التي يسردها من قلب الحياة. فحتى الشخصيات صاروا جزءً من حياتنا اليومية، وجلبوا معهم مشاكلهم التي كان علينا أن نواجهها وكأنها مشاكلنا نحن، كمساعدة زين ورحيل على الحصول على وثائقهما، على سبيل المثال. لو أردت أن أصيغها بتعبيرٍ إنساني، كانت هذه مغامرةٍ سيكون من الصعب علينا أن نتعافى منها، إضافةً إلى المجموعة الرائعة التي تآلفت حول هذا الفيلم.
زين الرفيع
زين
وُلِدَ زين بتاريخ 10 تشرين الأول (أكتوبر) 2004 في المليحة الشرقية في المحافظة السورية درعا. زين هو الابن الثاني لعلي الرفيع ونور الهدى الصالح. حُرم زين من حقّه في التعليم عام 2012 في ظلّ الاشتباكات في درعا. وفي العام نفسه، أصبح الوضع لا يُطاق بالنسبة الى الزوجين وأطفالهما الأربعة(وأكبرهم، في ذاك الوقت، كان عمره ثماني سنوات). فقرّرت العائلة أن تحزم أمتعتها وتتجه إلى لبنان.
في بيروت، لم يستطع زين أن يتكيّف مع النظام التعليمي، ولكنه حصل على بعض التعليم المنزلي على فتراتٍ متقطّعة. ومنذ بلوغه العاشرة، عمل زين في عددٍ من الوظائف المؤقتّة، مثل توصيل الأغراض من المتجر الى البيوت. إلا أن ولعه الحقيقي هو تربية الحمام، وحلمه هو أن يفتتحذات يوم محلًّا لبيع الحمام.
في 2016، لمحت أعين مسؤولةاختيار ممثلي كفرناحوم الفتىزين بين مجموعةٍ من الأطفال في الحيّ البيروتي الذي يسكن فيه، ورأت فيه ذكاءً وسرعة بديهة وكاريزما تخطف القلوب، فكان زين هو "الجوهرة" التي كانت المخرجة نادين لبكي تبحث عنها.
في 23 آب حصل زين مع عائلته على الهجرة الى الناروج بعدما قام بتمثيل الدور الرئيسي في فيلم "كفرناحوم".
يوردانوسشيفراو
رحيل
وُلِدت يوردانوس شيفراو في العاصمة الإرتيرية أسمرة. وترعرعت في مخيمٍ للاجئين في ديبري زيت في أثيوبيا بعد وفاة أمها جرّاء الرحلة الطويلة والمرهقة التي قطعتها على قدميها. فعاشت يوردانوس مع أبيها لفترةٍ قصيرةٍ قبل أن يُتوّفى أيضاً من إصابةٍ ألمّت به في حربٍ قديمة.
انفصلت يوردانوس بعد بضعة سنوات عن أخواتها الأربعة، لتجد نفسها من نزوحٍ إلى آخر، فلم تحظَ بفرصةٍ للتعليم وكذلك أجبرت منذ عمرٍ مبكّررٍ جداً على أن تعيش حياة البالغين، فعملت في تلميع الأحذية ومواقف السيارات في حين كانت تعيش متشرّدةً بلا منزل.
وعندما بلغت قرابة عامها العشرين، وجدت يوردانوس اثنتيّن من أخواتها يعملن كخادمات في منازل ببيروت، فقرّرت أن تعمل هي الأخرى خادمة، إلا أن هربت من ربّ عملها واستمرت في العيش والعمل بصورةٍ غير قانونية.
في عام 2016، تواصلت معهامسؤولة اختيار ممثلي كفرناحوم وسردت لها يوردانوس قصة معاناتها، وآمالها في مساعدة الأطفال الذين لا يملكون من يرعاهم.
اعتقلت يوردانوس، على غرار شخصيتها في الفيلم، في كانون الأول (ديسمبر) 2016 بصفتها مهاجرةً غير قانونية خلال فترة التصوير، وتم احتجازها، ولكن أطلق سراحها وكفلتها نادين لبكي لاحقاً.
تريجوربنقوله
يوناس
في عام 2014، التقى أوليمي داميلولا بنقوله، والد تريجر، الذي ينحدر من إيكيجي-أراكيجي في نيجيريا بوالدتها روزماري كارانجو من كوماروك في كينيا.
ووُلِدَت تريجر في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 في مستشفى أبو جوده- جل الدّيب في جبل لبنان.
وقد كان والداها قد وفدا إلى لبنان بعقود عمل كعامليّ نظافة، ولكن أصبح والدها يعمل فيما بعد دي جي لحفلات الجالية الأفريقية، فيما بقيت أمها في المنزل لتعتني بتريجور. وكانت العائلة تنتقل باستمرار هربًا من العنصرية التي كانت تجد طريقها لهم باستمرار.
في عام 2015، انتقلت العائلة إلى النبعة في بيروت، وهناك اكتشفت إحدى مسؤولي اختيار ممثلي كفرناحوم الطفلة تريجر عام 2016.
اعتقلَ والدا تريجر خلال تصوير الفيلم في أواخر عام 2016 في الوقت نفسه الذي فقدت فيه الشخصية يوناس أمها، بحسب أحداث الفيلم، ولم تكن تبلغ من العمر سوى عاماً واحداً فقط. وما كان من فريق عمل الفيلم إلا أن يتدخّل، فتواصل مع الأمن العام ليخرجهم من السجن وأعطاهم بعض الوقت لكي يغادروا لبنان بأمان.
ورُحّلت العائلة أخيراً في 6 آذار (مارس) 2018. فعادت تريجةر مع أمها إلى كينيا، وانفصلا عن والدها الذي عاد إلى نيجيريا، ومنتهى أمل هذه العائلة أن يُلمّ شملها يوماً ما حينما تسنح الظروف.
كوثر الحداد
سعاد
وُلِدت كوثر الحداد عام 1972 في وادي خالد في مدينة طرابلس اللبنانية ، وانتقلت مع والديها وأشقائها الستة إلى الكويت، حيث تُوفّي والدها هناك عام 1975.
عادت العائلة إلى بيروت عام 1990 خلال الغزو على الكويت، وكانت تحمل هوية مواطنٍ لبناني من الدرجة الثانية، وقد تم التعامل معها بالفعل على أساس أنها مواطنةٌ من الدرجة الثانية.
تملّك شغف الدراسة قلب كوثر، فكانت تحلم بأن تدرس وتصبح طبيبة، ولكنها اضطرت لأن تترك المدرسة وأن تساعد أمها في المنزل.
في عام 1999، تزوّجت كوثر بياسر عيسى الذي لم يمتلك وثائق مواطنة كاملة. ورغم ذلك، لا تزال كوثر تعاني في تسجّل ابنيّها حسين ومحمد، بصورةٍ رسمية لكي ينالا حق التعليم، والرعاية الصحية، والتطعيم.
عملت كوثر مدبّرة منزل، إضافةً إلى عددٍ من الوظائف الأخرى مقابل أجرٍ زهيد في سبيل إعالة أسرتها.
وفي 2016، التقت إحدى مسؤولي اختيار ممثلي كفرناحوم بكوثر عندما كانت تعتني بأطفال أخيها اليتامى في وطى المصيطبة في بيروت.
فادي كامل يوسف
سليم
وُلِد فادي كامل يوسف في 21 آذار (مارس) 1971 في طريق الجديد في العاصمة اللبنانية بيروت.
عصفت بحياة فادي اضطراباتٌ كثيرةٌ على إثر طلاق والديه خلال فترة مراهقته، وترك مدرسة المقاصد وهو في الصف الخامس.
في عام 1994، أصيب فادي في ساقه جرّاء حادث دراجةٍ ناريةٍ، وحاول الانتحار بعد أن استلم فاتورة المستشفى التي لم يكن باستطاعته دفعها.
عمل فادي في العديد من الوظائف منذ أن كان عمره 11 عامًا، وكان أطولها عمله كسائق أجرةً لفترةٍ امتدت إلى 12 سنة. وأصبح مؤخّرًا مالكًا لمقهى في طريق الجديد حيث يعيش.
خلال المقابلة التي سبقت اختياره للدور، سرد فادي بعضًا من ذكرياته وعن نفسه يقول: "أنا سفير الفقراء. نمت على أسطح المنازل، وعلى الصخور في رملة البيضا".
تزوّج فادي بحياة خلال حرب 2006، ورُزقا بمولودتهما الأولى، حبيبة، عام 2014.
في صيف عام 2017، وبعد إتمام تصوير الفيلم، قرّر فادي أن يغيّر أسلوب حياته وأخضع نفسه لإعادة التأهيل في مركز أم النور.
سيدرا عزام
سحر
وُلدت سيدرا خلال عام 2004، كما يذكر والدها، في الأشرفية في المحافظة السورية حلب.
جاءت سيدرا إلى لبنان عام 2012، واستقرت مع والديها وأشقائها الأربعة في إحدى ضواحي بيروت. وفي عام 2014 ماتت أختهاالبكر غرقاً، مما أثر ذلك على الجو العام للعائلة.
غيّرت الأقدار حياة سيدرا تماماً في بيروت، فبعدما كانت تدرس في سوريا، اضطرت إلى أن تساعد والدها على كسب لقمة العيش عام 2014 بطلبٍ من أبيها، الذي دخل لبنان بصورةٍ غير قانونية، فوجدت نفسها تبيع العلكة في شوارع بيروت.
وقد التقطتها أعين مسؤولة اختيار ممثلي كفرناحوم خلال عام 2016.
علاء ششنيية
أسبرو
وُلِد علاء في 17 أيلول (سبتمبر) من عام1979 في أبوظبي بالإمارات، إلا أنه ترعرع في اليمن، ثم انتقل مع عائلته إلى بيروت خلال الحرب اليمنية عام 1990.
يحمل علاء الجنسيتيّن اللبنانية والفلسطينية.
في لبنان، اضطر علاء لإعادة دراسة الصفوف المدرسية في مدرسة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) حتى الصف الرابع، قبل أن يُخرجه والداه من المدرسة في ظلّ ظروف العائلة الاقتصادية الصعبة.
انخرط علاء مع حزبٍ سياسي، وعمل معه في مجال الحماية الشخصية، لكنه وقع ضحية خيانة أحد قادة الحزب، مما أدّى إلى اعتقاله، حيث أودي به في السجن لخمس سنوات.
"لدي مذكّرات اعتقال أكثر من الأوراق على الشجر"، هكذا أخبر مسؤولة اختيار ممثلي كفرناحوم حينما التقيا خلال عام 2016.
وقد افتتح علاء كشكًا لبيع الأطعمة والمرطّبات في بيروت خلال عام 2018.
الممثّلون
زين الرفيع
زين
يوردانوس شيفراو
رحيل
بولواتيف تريجر بنقوله
يوناس
كوثر الحدّاد
سعاد
فادي كامل يوسف
سليم
سيدرا حداد
سحر
علاء ششنيية
أسبرو
نادين لبكي
نادين