مقتطفات من دفتر الزوار
مقتطفات من دفتر الزوار
الطبيعة هي صانعة الفنان وملهمته في آن واحد. وروائعها في مختلف الميادين والمستويات لا عد لها ولا احصاء. وحليم الحاج، ابن الطبيعة، قد استل منها هذا السر المبدع، سر اعطاء الأشياء الجامدة الشكل والحركة والحياة. هو يمارس هذا السر في حالة نفسية متعالية الى درجة العبادة والاشراق، كما يمارس الكاهن معانقته الله. ان حليم الحاج يعيش في عروقه وأبعاد خياله قدسية العطاء الخلاق فيسكب من ازميله الروعة، ومن أنامله البهجة، ومن ريشته النطق العجيب. وهو لا يكتفي بالتقاط الأشكال والملامح والحركات وتكريسها في الجماد بعد صقلها، بل ينفذ الى جوهرها ويلمس روحها، فاذا بالأشكال تتململ والملامح تتكلم، والحركات تتطور، واذا بالجماد يحمل الحياة وينطبق به أبد الوجود.
موريس صقر 5-9-1964
لو كانت كل الدروب الوعرة تقود الى واحة مثل واحة الفنان حليم الحاج يعاد فيها خلق الحياة بلمسة الفن، دون حاجة الى الخلائق الحية، وعلى احسن ما يكون التكوين والابداع، لهانت الأسفار الى اشد الدروب وعورة، فشكرا لفنان حليم الحاج على هذه الفرصة الحلوة التي حببت الينا السفر على الدورب الوعرة.
الدكتور علي سعد
ما سنا الألوان، ما الحن وأفواه المحابر
عند ارغاء تماثيل شفيفات سرائر
هزئت بالموت واستعصت بازميل مكابر
فؤاد الخشن 19/9/1965
هذه الوديان والسفوح والأعماق وما فيها من روائع وجلال، قد تضاعف ما فيها عندما دخلت منزل الفنان حليم الحاج، فاذا هو دنيا مستقلة، وجمال جديد يربض في هذه الأماكن. وفي متحفه خيل لي أن الأحجار ترتعش جامدة، وأن الجدران لها آذان تسمع وقلوب تنبض. ولكن أحسن ما في المتحف هو حليم الحاج نفسه وما تزين به من اخلاق وألطاف عمق مدارك.
شبل خوري 21/10/1965
خشعت وأنا أكتب هذه الكلمات. فالحديث عن الفن يجب أن تكون له قدسية الصلاة. وهذا في واحة التماثيل عرف صديقي الفنان حليم الحاج أن يصعد صلاته في الهواء الطلق، كأنه أراد بازميله الخلاق أن ينحت اطارا ساحرا لهذه الطبيعة الخلابة المعطاء، وكأني بيده أرادت أن تصافح يد الله وتهزها قائلة: أنا شريكتك في الخلق والابداع.
أنطوان رعد - 15 تشرين الأول 1965