فنان الكريكتير العالمي علي فرزات
فنان الكريكتير العالمي علي فرزات
اعتبر فنان الكاريكاتير السوري العالمي علي فرزات أن "الثورة السورية، اجتماعية في جوهرها وليست سياسية فقط، فهي تجسد ابداعات الحضارة منذ فجر الانسانية والتي أنجبت أول أبجدية في التاريخ" حسب تعبيره.
وأوضح فرزات الحائز بالمشاركة على جائزة ساخاروف لحرية الفكر، في مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء أنه ترك سورية متوجهاً إلى الكويت لتلقي العلاج اثر اعتداء شنه مجهولون عليه في آب/أغسطس الماضي، مشيراً إلى أنه لم تتحقق أية اصلاحات حقيقية في سورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية في آذار/مارس من العام الماضي، وأضاف ساخراً "لقد تم تدمير البيوت واجتياح المدن وعم الخراب، فيكفينا اصلاحات ونحن نود لها أن تتوقف".
وشدد على انه حتى الآن "لم تنظم انتخابات ديمقراطية رئاسية ولا برلمانية حرة" في سورية وتساءل "أليست الاصلاحات تتمثل في حكومة منتخبة من الشعب ووفق اختياره؟ وهل تتمثل الاصلاحات في تغيير ديكور المنزل أو بعض من أثاثه؟ إن هذه التغييرات السطحية في منزل مهدم لا تصلح، والواجب بناء دار جديدة وعلى أسس صحيحة ومتينة" على حد قوله.
وحول دور الفنان، قال علي فرزات أنه "جزء من الشعب ومن الشارع وليس صوت للسلطة ولا للنظام" و "انا منذ أكثر من خمسة عشر عاماً أقوم برصد الخروقات المجتمعية والأمنية وما الى ذلك" وأضاف "إن دور الفنان يكمن في القاء الضوء على المساحات المظلمة التي يتجلى فيها الفساد والتخلف، إلا أن أحداً لم يكن يستجيب لما كنت أطرحه إلى أن تراكمت العناصر وأدت إلى تفجر الثورة التي نراها اليوم" حسب تعبيره.
وفي اشارة إلى سر نجاحه المحلي والعالمي، قال فرزات الحائز على جائزة حرية الصحافة العام الماضي من منظمة مراسلون بلا حدود "رسمت شرائح اجتماعية متعددة، وكل واحدة كانت ترمز إلى فئة اجتماعية بعينها، اذ أن هناك العسكري ثم المواطن البسيط، والموظف، وكل له شكل خاص به" و "قد بدأت بهذا الأسلوب الذي زاد مع الوقت عمقاً مما جعل بيني وبين الناس لغة فنية تشبه الشيفرة، اعتاد عليها المتلقي مع الوقت وبدأ يستمتع بها ويتشوق لمتابعتها" على حد قوله.
ورأى رسام الكاريكاتور السوري الحائز على جائزة الأمير كلاوس الهولندية في عام ألفين وثلاثة، أن الحركة الاحتجاجية في بلاده "لا ترتبط بشخص أو حزب أو منظمة، إنه حالة إنسانية تشبه الطبيعة فالشرائع الطبيعية والإنسانية واحدة، هناك شارع ينتفض وشجر منتفض، وسماء منتفضة وعصافير ثائرة" إنها "حالة غير منعزلة عن الحالة الكونية، إنها مرحلة جديدة في تاريخ العالم" وأضاف "سورية تردّ اعتبارها، حضارة سورية تبدو ملامحها في الأفق، هناك إرادتان هما الأقوى : إرادة الله وإرادة الشعب، ويجب الخضوع لهما، إنّهما القدر، أو هما تجلّي هذا القدر" مؤكداً أن "الثورة السورية ستنتصر بلا أدنى شك، لأنها حالة من رد الاعتبار للقيم الانسانية" حسب تعبيره.
ولد علي فرزات في مدينة حماة بوسط سورية في عام واحد وخمسين وتسعمائة وألف، وقد نشرت رسوماته في عدد كبير من الصحف العربية والاجنبية، كما أدار في عام ألفين وواحد أول صحيفة ساخرة مستقلة (الدومري) في بلاده منذ عام ثلاثة وستين وتسعمائة وألف، لكن ما لبثت الحكومة السورية أن أمرت بإغلاقها.