صلاح لبكي 1906 – 1955
ولد في البرازيل وعاد به والده الى بعبدات وعمره سنتان فتعلم في مدرسة الحكمة وفي مدرسة عينطورة ثم تخرج محامياً في معهد الحقوق الفرنسي واشتغل في المحاماة.
كان في طليعة أدباء لبنان ناثراً أنيقاً متين العبارة، وشاعراً مبدعاً واسع الخيال، أحب الجمال فعبر عنه بشعر رقيق جزل جمع بين جمال اللفظ وجمال المعاني في سياق منسجم أخاذ هو السحر الحلال.
وكان صحافياً كتب في "البشير" وفي "الحديث" وفي "العمل" وفي "الهدى" النيويوركية وفي غيرها فنمت كتاباته عن معرفة في السياسة، وصدق في الوطنية وبراعة في الأدب.
وكان جم اللطف والايناس، كريم الأخلاق، سهل المعاشرة، صادق الوداد. رأس جمعية أهل القلم في لبنان مدة سنتين فكانت هي الفترة الأكثر نشاطاً في حياتها وقد أقامت الجمعية برئاسته الأسبوع الأدبي في فندق بيت مري الكبير سنة 1954.
كتبه المطبوعة:
1- أرجوحة القمر- مطبعة الاتحاد - بيروت 1938- 95 ص.
2- مواعيد - مطبعة الكشاف - بيروت 1944 – 74 ص- منشورات المكشوف.
3- من أعماق الجبل - منشورات المكشوف 1945- 113 ص.
4- سأم - بيروت 1948.
5- لبنان الشاعر- مطابع المرسلين اللبنانيين - جونيه 1945- 223 صفحة (منشورات الحكمة).
6- حنين.
7- غرباء.
8- التيارات الأدبية الحديثة في لبنان - منشورات الجامعة العربية.
من أعماق الجبل الى أرجوحة القمر رحلة أدبية فنية طويلة، مرت بلبنان الشاعر، و"سأم" و "مواعيد" و "غرباء" و "حنين". هذه هي رحلة الشاعر اللبناني صلاح لبكي الذي أنزل الالهة فوق قمم الأرض، تبحث عن تلك البقعة التي خصها رب الالهة بالجمال والسحر، فغارت منها جنات الأرض، وسألت خالقها عن سبب هذا التميز، وهذه الخصوصية، وهو الرب العادل الذي لا يفرق بين مخلوقاته، فاذا به يقول: هي جنتي أنا، أنزل اليها، من عليائي كلما شئت أن أستريح من الأحكام السماوية.
وجنة الأرض التي شاءها الله استراحة المحارب لم ترض أهلها، فجعلها من يدعون سياسة الناس، ويخربون كل شيء أرض الحرب لا أرض السلام.
صلاح لبكي قال فيه ألبرت الريحاني: هو شاعر يغنينا الشعر بأنغام قيثارة مشدودة تدغدغ النفس، وتحليها، فما تناول لونا من الشعر الا ووشحه بالمرهف من احساسه، وبالرقيق المهفهف من روحه.
وللصديق الشاعر يونس الابن رأي يقول: عرفته صادقاً في أحكامه الأدبية حتى ولو كان صدقه سبباً لخلاف، وعداء مع أقرب الأصدقاء اليه.
صلاح لبكي أحد مؤسسي جمعية أهل القلم ورئيسها، ومشارك فاعل في الحركة الثقافية، في لبنان، كم يسعدنا أن نكون اليوم مساهمين في احياء ذكراه، واذا لم يسمح لنا الزمن بأن نتعرف به، في زمنه، فان لنا في الصديقين الباحثين الدكتور اميل كبا وعمر الطباع ما يعوضنا ما فاتنا من خصائص شخصيته، وابداعه، وريادته الأدبية.