ابن رشد
سيرة و فكر من كتاب الدكتور محمد عابد الجابري
المحتويات
تقديم
مدخل: ابن رشد: العلم والفضيلة
الفصل الأول: الدراسة والهاجس البيداغوجي
1- اطار "تقليدي" وأسئلة معاصرة
2- النسب والأسرة
3- بنو حمدين: منع الرأي... والطموح السياسي
4- بنو رشد..."الى العلم أميل"
5- نظام التعليم والدراسة
6- "ترتيب التعليم".. والهاجس البيداغوجي
7- درس المنطق قبل أي درس
8- اجماع على التنويه بعلمه ونزاهته
الفصل الثاني: من الحظوة الى النكبة: 1- مع الأمير المتنور
1- ابن رشد في مراكش لوضع منهاج للتعليم
2- عبد المؤمن والبناء الثقافي للدولة
3- أول لقاء مع أبي يعقوب "الأمير المتنور"
4- ثناء ابن رشد على عهد الأمير المتنور
5- الموحدون في المخيال الشعبي بمصر
الفصل الثالث: من الحظوة الى النكبة: 2- ظروف وملابسات النكبة
1- دولة المنصور والأزمة المستديمة
2- منجزات عسكرية وعمرانية، لاثقافية
3- نكبة ابن رشد... قمة أزمة الدولة
4- تخمينات ليست "من طبائع العمران " في شيء
5- سبب النكبة.. كتاب في السياسة
6- ابن رشد.. الفيلسوف بين وحوش ضارية
الفصل الرابع: سيرة... مسيرة علمية
1- حياة علمية لم تكن تعرف "جوانب أخرى"
2- لنتحرر من التصنيف الضيق العائق
3- مؤلفات تعليمية ناضجة
4- الهاجس المنهجي والبيداغوجي منذ مؤلفات الشباب
5- مشروع شرح أرسطو ورفع القلق عن عبارته
6- فكر يسابق الزمن: مشاريع لم تنجز
الفصل الخامس: ابن رشد: الاجتهاد والفتوى
1- "بداية المجتهد": فتح باب الاجتهاد من جديد
2- ابن رشد: تهمة واهية مختلقة
3- "فصل المقال": فتوى في شرعية الفلسفة
4- غنى النص الرشدي بفائض في المعنى
5- عبارة يشوبها شيء من التوتر: يعكس جدلية الفكر
الفصل السادس: تصحيح العقيدة: 1- الاطار والأفق
1- فتح باب الاجتهاد في العقيدة
2- استراتيجية الدولة، أم الدينامية الداخلية لفكر الفيلسوف؟
3- نفي واثبات، نقد وتقديم بديل
4- مجال "التصحيح": الدين والمجتمع
5- الفصل بين العلم والدين، وطرق المتكلمين
6- العلماء والجمهور: الفرق في المعرفة، لا غير
الفصل السابع: تصحيح العقيدة: 2- محاور التصحيح
1- مسألة "حدوث" العالم: مقدمات فاسدة كلها
2- الطريق التي قصد الشرع حمل الناس عليها
3- مسألة السببية... والنظام والترتيب في العالم
4- القول بالأسباب الطبيعية لا يمس بالارادة الالهية
5- "ظواهر النصوص" أقرب الى العلم من تأويلات المتكلمين
6-"ظواهر النصوص" تؤكد حرية الارادة
7- دليل النبوة الاتيان بشريعة صالحة.. وليس المعجزة
الفصل الثامن: القاضي... في الفلسفة
1- ابن رشد القاضي... في مجال الفلسفة والكلام
2- "تهافت الفلاسفة" من أجل "فضائح الباطنية" ولكن أيضا
3- ابن سينا يضع البديل لعلم الكلام الأشعري
4- الغزالي عمد الى التخليط
5- تكفير الفلاسفة... خطأ على الشريعة
6- خطأ على الحكمة.. وابتعاد عن العدل
7- قواعد في أخلاقيات الحوار
8- التماس الأعذار للغزالي.. ومع ذلك فسلوكه محير
9- أقاويل ابن سينا "ليست جارية على أصول الفلاسفة"
الفصل التاسع: لماذا أرسطو؟ وما الحاجة الى شرحه؟
1- "تغيير" مذهب أرسطو قبل الاسلام
2- محاولات الدمج بين الدين والفلسفة في الاسلام
3- طبيعة نصوص أرسطو و "قلق" عبارته وعبارة المترجمين
4- نصوص ابن رشد على أرسطو
5-" الترتيب" والهاجس البيداغوجي في الشروح على أرسطو
الفصل العاشر: أرسطو وما يقتضيه مذهبه: وحدة الحقيقة
1- أرسطو في المؤلفات العربية
2- مذهب أرسطو "أقل المذاهب شكوكا وأشدها مطابقة للوجود"
3- الكمال الانساني... ليس خاصا بأرسطو وحده
4- ثناء ابن رشد على أرسطو: انفعال بالجمال النظري
5- التقدم في المعرفة حقيقة... والبحث العلمي عبادة
6- وحدة الحقيقة لا "الحقيقة المزدوجة"
الفصل الحادي عشر: تجاوز ما قاله ارسطو الى " ما يقتضيه مذهبه"
الوجود والعقل والاتصال
1- الرؤية المشائية للعالم
2- مذاهب في الوجود: الكمون والاختراع و"المطابق للوجود"
3- المذهب المطابق للوجود: قوة في المادة وقوة في الفاعل
4- حرارة نفسية ذات الصورة
5- ليست هناك صور مفارقة (مثل) وانما قوى طبيعية
6- العالم مليء بجميع ما يمكن أن يوجد
7- والعقل ليس أكثر من ادراك نظام الأشياء الموجودة وترتيبها
8- العقل ثلاثة، أو أكثر، في واحد!
9- خلاصات أولية
10- المعقولات النظرية (أو المعاني الفلسفية) أزلية من جهة
11- والعقل الهيولاني واحد في جميع البشر، والنوع الانساني خالد
12- الاتصال.. طريقه تعلم العلوم النظرية الفلسفية
الفصل الثاني عشر: الاجتهاد في علم الفلك وعلم الطب
1- اهتمامات علمية مبكرة
2- اتجاهان في علم الفلك
3- طموح الى "تصحيح" علم الفلك
4- لماذا" الكليات" فقط؟
5-" الكليات" ك "الضروري في..."
6- التأسيس العلمي للطب
7- ما بقي حيا في الكتاب: الايمان بالتقدم
8- دور المرأة في عملية التناسل
9- مقالات ونصوص أخرى
الفصل الثالث عشر: الضروري في السياسة
1- آراء جريئة جدا ... بقيت مجهولة
2- الضروري... والمختصر، في المراحل الأخيرة أيضا
3- التأسيس الايبستيمولوجي ل"السياسة" كعلم
4- العلم الطبيعي: النموذج العلمي ل "العلم المدني"
5- المهمل والمستعمل من كتاب أفلاطون
6- تجاوز أفلاطون... والمدينة الفاضلة ممكنة
7- برنامج التعليم: يجب تحديد الغاية أولا
8- المنطق أولا ، والأولوية في هذا الزمان للعمل الصالح
9- النساء كالرجال: فيلسوفات ورئيسات
10- تبيئة "السياسة" عند العرب مع "السياسة" عند اليونان!
11- التنديد بتسلط السادة... "في زماننا هذا وفي مدننا هذه"
12- الطاغية" وحداني التسلط":"أشد الناس عبودية"
13- صار الأمر في الدولة الى الدنيويات، فالاصلاح ضروري
خلاصة عامة - نصوص
1- "التكلم بين الشريعة والحكمة": "النظر في كتب القدماء واجب بالشرع"
2- تأويلات المتكلمين مزقت الشرع
3- القضاء والقدر، والجور والعدل
4- رؤية العالم بين الفلسفة وعلم الكلام
5- الوجود والماهية في الذات الالهية
6- في العلم الالهي: العلم بالكليات
7- النظر في الجوهر
8- الحكم الاستبدادي أو الطغيان
فهرس الأعلام
تقديم
يتزامن صدور هذا الكتاب مع الشهر الأخير من سنة 1998، السنة التي قررت عدة جهات أكاديمية، عربية ودولية، اطلاق اسم ابن رشد عليها، احتفاء بمرور ثمانية قرون على وفاة هذا الفيلسوف العربي الكبير (ولد سنة 520 ه / 1126م، وتوفي في 9 صفر سنة 595 ه الموافق 11 ديسمبر 1198م).
ومن جهتنا بادرنا، في اطار هذه المناسبة، الى العمل في مشروع رشدي يرعاه مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت، قوامه نشر مؤلفات ابن رشد الأصيلة، أي التي كتبها ابتداء وليس شرحا أو تلخيصا، وهي بالتحديد الكتب التالية التي صدرت جميعا في المدة المقررة:
(1)"فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال".
(2)" الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة".
(3)"تهافت التهافت".
(4)"الكليات في الطب".
(5) ونظرا للأهمية الخاصة التي يكتسيها كتابه "الضروري في السياسة: مختصر كتاب السياسة لأفلاطون" (= الجمهورية) الذي ضاع نصه العربي، وبقيت منه فقط ترجمة عبرية، فقد ارتأينا ادراجه ضمن هذه المجموعة، بدل تأخير نشره الى حين انطلاق مشروع نشر النصوص المفقودة لفيلسوف قرطبة، الذي ننوي العمل فيه ابتداء من يناير 1999.
لقد حرصنا على تصدير كل واحد من هذه الكتب بمدخل عام يعرض بالشرح والتحليل لتطور الموضوع، الذي يتناوله ابن رشد في كل كتاب، منذ تبلوره في الثقافة العربية الى عصر فيلسوفنا، اضافة الى مقدمة تحليلية تعرض بصورة مبسطة وبلغة عصرنا لأهم القضايا التي يناقشها الكتاب، هذا فضلا عن شروح وتعليقات على النص، ترمي الى تقريبه للقارىء غير المختص.
ان استعادة ابن رشد الفقيه، وابن رشد الفيلسوف، وابن رشد العالم، ضرورة تمليها علينا، ليس فقط تلك المكانة المرموقة التي يتبوؤها هذا الرجل في تاريخ الفكر الانساني والتي غابت في تاريخ فكرنا العربي، بل تمليها علينا كذلك حاجتنا اليوم الى ابن رشد ذاته: الى روحه العلمية النقدية الاجتهادية، واتساع أفقه المعرفي، وانفتاحه على الحقيقة أينما تبدت له، وربطه بين العلم والفضيلة على مستوى الفكر ومستوى السلوك سواء بسواء.
لقد ظل ابن رشد في تاريخ الفكر العربي، ولمدى قرون خلت، اسما خافتا كاد يطويه النسيان طيا. وعندما بعث هذا الاسم منذ بدايات هذا القرن بقي شعارا أو لغزا أو موضوعا لاجتهادات "معاصرة" تستقي اشكالياتها وموجهاتها، في الأعم الأغلب، مما كتبه عنه المستشرقون في النصف الثاني من القرن الماضي، عندما كانت أوروبا تعيد بناء تاريخها الفكري فالتقت به كمكون من مكوناته. وهكذا جاءت الكتابات عن ابن رشد عندنا، في معظمها ان لم نقل في جميعها، تردادا لأصداء "الرشدية اللاتينية" في صيغتها الاستشراقية. ومما زاد في هذه "الغربة" كون مؤلفات ابن رشد لم تكن متوفرة ولا متيسرة. وما توافر منها لم يكن كله صالحا للاستعمال الا اذا تحول الباحث الى محقق. وعلى أية حال فقد بقي الاهتمام بابن رشد في الفكر العربي الحديث مشدودا الى الأسئلة التي طرحها المستشرقون، وجميعها يدور حول الموضوعات التي تتصل بشروحه على أرسطو. أما الموضوعات التي يطرحها في مؤلفاته الأصيلة والتي تتناول قضايا من صميم الفكر العربي الاسلامي، كالاجتهاد في الفقه، و"تصحيح العقيدة" (في علم الكلام)، و"تصحيح" وضع الفلسفة في الفكر العربي الاسلامي، واعادة ترتيب العلاقة بينها وبين الدين، فقد بقيت مغيبة مهجورة، مع أنها هي التي تدعو الحاجة الى استئناف النظر فيها في أفق تدشين رشدية جديدة في عملية النهضة والتجديد.
لقد قصدنا من هذا المشروع الذي أعدنا فيه نشر مؤلفات ابن رشد الأصيلة وضع أداة للعمل ضرورية بين أيدي الباحثين خاصة منهم الشبان. ففي هذه المؤلفات التي بقيت مهجورة أو ثانوية في الفكر الأوروبي، نكتشف ابن رشد الحقيقي، العربي الاسلامي، الذي هو المدخل الضروري لكل تجديد في الثقافة العربية الاسلامية من داخلها. أما "ابن رشد الفيلسوف"، شارح أرسطو الذي تجاوز مجرد الشرح الى الاجتهاد الفلسفي الأصيل، تماما مثلما تجاوز "ابن رشد الفقيه" الطريقة السائدة قبله في طرح مسائل الشريعة والعقيدة والعلم والفلسفة، فسيبقى نموذجا للمثقف العربي المطلوب اليوم وغدا، المثقف الذي يجمع بين استيعاب التراث وتمثل الفكر المعاصر والتشبع بالروح النقدية، وبالفضيلة العلمية والخلقية.
ويبقى التعريف بهذا المثقف العربي والاسلامي النموذج، أعني ابن رشد، الذي يسمع عنه الناس عندنا ولكن دون أن يعرفوه، والذين يعرفون عنه شيئا تغيب عنهم أشياء، يبقى التعريف بسيرته وفكره، خطوة ضرورية في استنبات رشدية عربية اسلامية، هي وحدها القادرة في نظرنا على أن تعطي لحياتنا الثقافية ما هي في حاجة اليه من القدرة الذاتية على التصحيح والتجديد.
كتبنا منذ عشرين سنة، في مقدمة كتابنا "نحن والتراث"، ما يلي: "ما تبقى من تراثنا الفلسفي، أي ما يمكن أن يكون فيه قادرا على أن يعيش معنا عصرنا، لا يمكن أن يكون الا رشديا". ولم يكن ما يسمى اليوم ب "الاسلام السياسي" و"التطرف الديني" حاضرا آنذاك في الساحة العربية والاسلامية بمثل حضوره اليوم. من أجل هذا صار من الضروري أن نضيف الآن الى العبارة السابقة ما يلي: ان ترشيد "الاسلام السياسي" والتخفيف من التطرف الديني الى الحد الأقصى لا يمكن أن يتم بدون تعميم الروح الرشدية في جميع أوساطنا الثقافية ومؤسساتنا التعليمية.
فعسى أن يكون هذا الكتاب الذي قصدنا منه التعريف بالرشدية فكرا وسلوكا حافزا لمثقفينا خاصة منهم الشباب، من جميع المشارب والاتجاهات، على معانقة فكر ابن رشد من خلال مؤلفاته الأصيلة أولا، فهي المدخل الطبيعي للرشدية العربية الاسلامية. وفقنا الله جميعا لما فيه الخير.