سيرة ذاتية
حنان بديع يوسف
لبنانية الجنسية مقيمة في قطر
برج الدلو
بكالوريوس آداب علم اجتماع وخدمة اجتماعية – جامعة قطر
موظفة في شركة قطر للبتروكيماويات (قابكو)
نشرت قصائدها في العديد من الصحف والمجلات المحلية في قطر منها مجلة سيدة الشرق ، أخبار الأسبوع ، الجوهرة ، هي وهو ، ومجلة دوحة الجميع التي تصدر عن وكالة الطباع الإعلامية .
ابنة الشاعر الراحل بديع يوسف صاحب ديوان ( من البداية قصتي )
أصدرت ديوان (امرأة المتناقضات ) 1999م وديوان ( رجل لكل الاحتمالات)2000م
ديوان (قبل أن .....) 2002
شاركت الشاعر سعيد أبو العزائم في أمسية شعرية أقيمت في نادي المها في قطر.
أطارد وجها يشبهني.. ولست أراه
أكتب شعرا يلهمني .. ولا أعرف مداه
هذا المجهول .. الذي تحيط بخاصرتي يداه
ألف وردة أهداني
ألف عمر أعطاني
ولم يبقى منه ...
إلا وقع خطاه
تعب
تعبت من تعبي
تعبت من شغبي
تعبت من الركض على أشواك انتظاراتي حافية
تعبت من الكذب ..
تعبت من الادعاء
بأني حبيبة على زند أحلامها غافية
تعبت ..
ولم تعد مبررات عشقي كافية
تعبت..
من نفخ الهواء في رئتي الوقت
تعبت ..
من لعق دموع القافية
من ضخ الدماء في وجنتي العافية
تعبت ..
لأني أحبك دون اقتناعي
ولأني ضدي ..
مارست على قلبي طقوس خداعي
تعبت لأني طلبت هداي ..
فطلبت ضياعي
تلكأت على طريق نسياني
شـاخ قلبي
وخجل دربي ...
من خطوات تشبه وداعي
تعبت حتى من تعبي
صرخت ..
صرخت ..
ولم يكن بإمكاني سماعي
وأمام التحدي الكبير
أمام مرآة ضميري ..
خلعت قناعي
وكتبت .. " أني أحبك "
أحبك .. دون اقتناعي
شهوة الانتظار
على الرغم مني ..
يلهث خلف خطوتي العرجاء ظني ..
يراودني بأني ...
(أحبك أنت ...!)
وعلى الرغم مني ..
أمارس خبثي على براءة الأفكار
أمارس أمومتي على طفولة الأشعار
أقايض رغوة الماء بالنار
أطارد أسراب الدقائق ..
وتطاردني .. شهوة الانتظار
على الرغم مني ..
ألوك وهمي
لأخرج من بطن حقيقتي بنهمي
أنقش الحرف على بياض الشوق
على جلد الخوف ..
والريح والصمت والغبار
من يشبهك أيتها المدينة !
غير روحي الحزينة ...
وجدائل شعري ..
وشرايين ارقي
وعادات انكساري ..
وسفني الغارقة كوجه النهار
من يشبهك أيتها المدينة ؟
غير أحزان دفينة ..
وطرق قديمة.. قديمة
مر يوما عليها قطار
وجه ليس يشبهني
منذ ألف عام ..
وليس شئ في وجهي يشبهني
ثارت علي قصائدي ..
غارت مني وسائدي .. تسألني !
من ذا الذي يلهمني ؟
منذ ألف عام ..
وغابات من الحزن عن أسرار عينيه تخبرني
عن طيف من الحلم ..
عن أمير من الوهم ..أرقبه ويدهشني
غائب .. حاضر
مشمش ماطر .. أنت
تطفئني وتشعلني..
كما فصول العام .. إحساسي تلبسني
وكأنك وجه الشمس تلفحني ..
وكأنك يد الريح تعصرني ..
وكأنك أسراب من الغيم .. ألمسها فتمطرني
منذ ألف عام ..
وأنت كما شيء خلف الشيء يربكني
كما زمن خلف الزمن يسرقني
كما زبد البحر...
كما زورق الأماني .. أطارده ..
وفي الأحزان يغرقني
أانكرك ثلاثة ..
وصياح الديك قبل الفجر يرعبني
وحقيقة ..
كحقيقة قدري في عينيك تحرجني
أني امرأة بألف وجه .. بألف عمر
كل ما في قصيدي أنكره .. وينكرني
لكن هو .. أنت
وجهي الذي ليس يشبهني وهو أنت..
من فوق الإعجاب يعجبني
ألف ليلة.. وقصيدة
بألف ليلة وليلة
كتبت ..
ألف قصيدة وقصيدة
وحلمت بعيني شهريار
وبنجمة ..
أملكها في السماء وحيدة
مارست كل أصناف الدجل
الخبث والمكر ..
والمكيدة
طرزت أثواب الليالي
بخرز الحكايات السعيدة
كنت شهرزاد
التي آمنت بذكائها ..
وظنت أن نهايتها بعيدة
لا تنتهي ..
علاقة الأنثى بأنوثتها
لا تنتهي..
علاقة التاريخ بالأيام
في كل عصر ...
هناك شهرزاد جديده
لا تنتهي ..
علاقة الإيمان بالعقيدة
لا تنتهي ..
علاقة الكف بأسرار بصمته الفريدة
لا تنتهي..
علاقة الشمس بخيوط الصباح
والجذور ببراعمها الوليدة
لا تنتهي ..
علاقة الله بالوجود
علاقة السماء بالأرض .. أكيدة
لا تنتهي .. علاقة الحب بتفاصيل الحياة
لا تنتهي .. علاقة الصياد
بثقافة أنثاه الطريدة
لكن علاقتي بعينيك .. انتهت
وسقطت شهرزاد
بعد ألف ليلة وليلة ..
بعد ألف قصيدة وقصيدة
سقطت شهيدة
امرأة المتناقضات
يا صديقي لا تعجب من كلماتي .. ولا تحتار فأنا النقيضين معا ..
أنا الجنة .. وأنا النـار
أنا امرأة كحيلة العين .. وحشية الحروف
وأحيانا تجدني امرأة الانكسار نعم أنا من تغفو مع غروب الشمس .. وأنا من تسهر الليل مع جيتار .
لا تحاول أن تبحر في محيط امرأة
حين تصل إلى شواطئها .
حين ترسو إلى موانئها ..
ينتهي المشـوار
ولا تتحير معي .. مع خواطري كثيرا
فأنا السطح .. وأنا العمق
وأنا الحنان .. وأنا الريح والإعصار
طفلة أنا وفي صدري امرأة تتعذب ..
في عنادي وشقاوتي رنين الصغار ..
في عالمي الأنثوي .. وجوه .. أساور ومرايا
فيه تتصارع النساء من كل الألوان والأعمار
فأنا امرأة أعشق ذاتي ..
أنا الأنوثة والرجولة معا ..
أنا كل نساء الدنيا ..الأشرار منهن والأخيار
هنا امرأة على وسادتي ..
تارة تحلم .. وتارة تدندن الشعر
وتارة تبتسم للمجهول ..
وابتسم معها لرحلة الانتظار
وهنا امرأة العناد ..
يحلو لها تكسير عرائسي .. تحطيم قيودي
وتضحك .. تسخر من لون عيوني
ثم تعلن الانتصار
ثم ماذا ترى في امرأة .. تحنو عليك دهرا
تبني معك قصرا ..
ثم بك وعليك .. تتحدى الأيام والأقدار
أنا امرأة المتناقضات .. نعم
أنا من تلعب بالنار والثلج معا
أنا من تجتمع في حضنها الشمس .. وفي كفها الأقمار
أنا من تلبسك أجمل أثوابك ..
ثم تقص شعرك الطويل .. شعر شمشون الجبار
أنا امرأة تحمل إليك خفايا وأسرار .. لؤلؤ ومحار
أنا امرأة الهزيمة والانتصار .. امرأة البرقع والسيجار
امرأة لديها الجرأة لتعترف بك سيدي ..
تعترف بسؤ الاختيار
أنا من تدنو من قلبك حينا ..
وعندما يشدو ويهفو لا تتردد .. وتلوذ بالفرار
يا صديقي لا تتحير .. فليس أروع من امرأة
تلبس ثوبا .. وتخلع ثوبا
ومعها العالم .. لا يملك إلا أن يحتار
وسوف تبقى أبدا يا رجلا من الطوب
يا رجلا من الفخار ..
سوف تبقى تعدو وراء كلماتي .. وراء الغازي
وأنت محتار .. محتار .. محتار
لماذا أحبك
لماذا أحبك ؟
يقتلني السؤال ..
لماذا أنا في شعوري أسيره
لماذا إحساسي يعاندني
مثل غلام أحمـق .. أعمى البصيرة
لماذا من كل صوب ..
تحاصرني .. أشياءك الصغيرة
تحيطـني ..
تبتلعني مياهك .. كجزيرة
مبهمة ضريرة
لماذا ؟ لا اعلم
وكيف ؟ لا افهم ..
أصبحت تسبح كالجرثومة في عطوري
ولا أعرف ..
كيف تركتك مثل فتى أرعن
يـترنح بين السطور
يمشي في عروقي ..
يسري في دمي ..
نافخا حياتي في بذوري
لماذا حين تمر بالدرب ..
تتخدر أرصفتي
وتتعطل كل إشارات مروري ..
ويقف الزمن لحظـة ..
طويلة … طويلة
تصدح فيها عصافـير
وتقرع أجراس غروري
لماذا وحدك أنت ..
من يثـير الموج في بحوري
لماذا لا أكون امرأة ..
إلا في وجودك ..
ولا أكون أنثى
لها تاريخ … إلا في عصورك
لماذا تذوب روحي وجعا
أمام لحظـة .. يتحرك فيها شعورك
لماذا ؟ حين تقول أحبك ..
تهتز قشرتي الأرضية
وتعود طفولتي الصعبة إلي
ويصبح العمر ..
كل العمـر ..
لحظة ثمينة بين يدي
لماذا أحبك ؟
ما زال يقتلني السؤال ..
لماذا حين افتقدك ..
أتحول إلى أرض خصبة الخيال ..
أقطع إليك مسافات ..
أمـلأ فراغات ..
وأضئ عتمات الليالي
لماذا لا تزال تقف عالقا ..
مثل نقطة حمراء في البال
لماذا أهواك ؟
لماذا أحبك ؟
لماذا أعشقك ؟
يقتـلني السؤال …..
رجل لكل الاحتمالات
كتبت من الكلمات الكثير
وما زالت النقاط ..
بين السطور تستجير
ما زلت أبحث في قدري
عن وجه المصير
ما زلت أبحث لدولتي ..
عن فارسها الأمير
عن رجل عبقري ..
بقلب طفل صغير
ما زلت ابحث عن رجل ..
خطيـر .. خطيـر
ما زلت ابحث عن قبطان ..
يبحر في عرض المحيطات
ما زلت ابحث عن سلطان ..
ولا جواري سواي جميلات
ما زلت ابحث عن إنسان ..
يفهم المرأة .. بأمانيها الصغيرات
أبحث عن سيد لأوراقي وأمور حياتي
أبحث عن فارس يناسبني ..
يناسب عصر الأميرات
أبحث عن رجل ..
لهمساتي .. لصرخاتي ..
عن بطل لخرافاتي
ولم أجد سواك أنت
رجلا واحدا ..
لكل احتمالاتـي
أريدك رجلا غير عادي
وغير معقول
يجتاحني أنـثى ..
ويرميني مبعثرة في ذهول
أريدك أن تقول .. أحبك
وأنت لا تقول
أريدك شمسا ذكيه ..
تعرف متى وقت الأفول
أريد منك الورد الأحمر
وأريد .. الوحول
أريدك صديقا .. عدوا .. حبيبا
أريدك القاتل .. والمقتول
أريد في هواك ..
كل الأذواق والعادات والميول
أريدك رجلا .. يقسو ويلين
يخطئ بين الحين والحين
أريدك إحساس شوق ..
يزرع في كل قطعة مني جنين
يوجع الحرف ..
لينطق الشعر أنين
أريدك .. الشك
وأنـت عين اليقـين
أريدك رجلا .. ليس ككل الرجال
أريدك الجواب .. قبل السؤال
أريدك .. الحب ممكنا ..
حينما يكون محال
قريبـا …
حينما هو لا يطال
أريدك الهجر .. قبل الوصال
أريدك العنف .. بطعم الدلال
أريـدك … رجـلا
لكل الاحتمالات والأحـوال
خيانة
في كل مرة أستقل قطار الرحيل ..
أردد أن لكل حب على الأرض بديل
وأن شعوري وهم ..
وأن حظي قليل
وما بين وجوه جديده ..
ووجوه عتيقة …
أشعر أني أخون الحقيقة
في كل مره أنوي السفر ..
أرشو السطور ألا تبوح بسر المطر
وأرتجي الزمان بأن يكتم عنك الخبر
فما أحببتك يوما …
وما عشقتك أبدا ..
وما الحب إلا كما يشاع ..
أعمى البصيرة .. وأعمى البصر
وما العشق إلا ..
نصف الحقـيقة
وفي كل مره .. أشيع فيها حبي إليك
أردد .. بأنك صديق ..
وأني مجرد صديقه
وأبكي ….
أبكي فتسقط دموعي في راحتيك
وأرحل .. فتعدو الخطوات أمامي إليك
يختل الزمان ..
وتصبح الساعة بألف دقيقه
ولا أدري لماذا .. ؟
أعود فأشعر بأني أخون الحقيقة
احـتـلال
أحبك حبيبي ..
وأعشق أن اترك في كل زاوية أثري
فعد معي ...
عد من واحد إلى عشر
هنا ..على الياقة البيضاء ، حمرتي تغفو
وفي حنايا القميص عطري يستشري
ويداي .. ما أجملهما
تلتفان على عنـق
وارف يشبه عراقة الصخر
ثم على السالف الأبيض ..
ظفري متكئ ...
يجول كالعطشان في بحر
أترى .. مشابك شعري ملقاة
هنا وهناك ..
جنود تحرس لي عرشي في القمر
وعلى الأريكة منديلي ينسدل ..
شلال شوق من مدى بصري
ثم أقلامي وفرشاتي .. وحقيبتي
في الركن تضحك ضحك منتصر
بالأمس هنا نثرت أشواقي ..
وعامدة ..
نسيت في الركن أوراقي
تركت نوارس مسافرة
أوحيت للسماء بالمطر
فإذا ما رحلت عنك ...
على الباب طرقاتي
أنساك أنا..
وتذكرني في الفكر
عينيك .. حبيبي مستعمرة
وصدرك محتلا بندى أمري
أحبك .. وأعشق أن أعيش فيك ..
العمر .. عمرين في عمري
مقتطافات من شعر حنان بديع يوسف من ديوانيها
"امرأة المتناقضات" و" رجل لكل الاحتمالات."
كافة حقوق النشر والإنتاج الفني محفوظة للشاعرة حنان بديع يوسف.