Biography:
Born in Moscow in 1975
The artist has been graduated from the People's correspondence University of Arts of Easel (Painting and graphics).
Galina Eydi is a member of “The artist” creative association of the South-Eastern district of Moscow since 2000.
She is current member of the International Artistic Foundation (Moscow Association of Artists) since 2001.
A member of professional artists union since 2004.
A constant participant of international, Moscow and regional art exhibitions.
Currently, the artist resides and works in Lebanon.
The creative works, presented in these pages, have been painted in Lebanon within the period 2002 and 2004.
Press Article:
معرض الفنانة الروسية غالينا عيدي
خيوط لونية وأحافير
1
لا أدري ما الذي حدا بالفنانة الروسية غالينا عيدي حتى تنقلب على نفسها، وتتغير، ويتغير اسلوبها الفني الذي كان واقعياً في معرضها الاول عن الازهار والطبيعة، والموضوع الخارجي، فها هي الآن، تتغور وتتغول في أعماق نفسها، وفي محيطات روحها الغابة بالازرقاق والاخضرار، ومع انفعالاتها وأحاسيسها، تستخرج الدفين من هذه الروح، عبر مرئيات ولامرئيات، وأحافير وآثار وأشنيات وطحالب، وأسماك وأصداف، وبعض الطيور والحشرات، وشبكات معقدة من الخيوط الضوئية والشعاعات التي تتشكل في جغرافية اللوحة، وفي تضاريسها وجيولوجيا أعماقها، وكأن لا همّ لها، سوى تحاصد هذه الضياءات بطرائق حداثية، غير التي كانت عليها، وفيها من الوعي واللاوعي، والفطرية والقصدية. ضمن اختباراتها، واختماراتها الملونة، التي تتكاثف فيها، وتتلاطف، وتتقاطر، وتتهاطل وتنهمر، وكأن الحلم بما تسرده هو الناظم لهذه اللوحات الشرقية الاشراقية، بامتياز استخدام الذهبي والفضي. كذلك، قشور الاشجار، ورسم خرائط لعوالم ملونة غير مكتشفة، سوى انها تتداخل فيها وتتخارج منها، وتتوه في متاهاتها وهاوياتها، مطاردة مشاعر غابرة وتصورات لا حصر لها، فرارية وسرابية، لكنها تعثر وهي تفتش وتكشف على ما تراه موائماً وملائماً لما تعتقده الأنسب في التعبير عن هذه الهوامانات والهيامات، والاشواق، بروح طفولية، عذبة، وفانتازيا حلمية، يتداور فيها اللعب بأشعة الالوان وخيوطها، كما اللعب بالاشكال والأحافير والأسماك. وكأنها تذهب الى بدائية الانسان، والى فطرته الاولى، وترجيعه الحضاري، واستذكاراته، كل ذلك عبر تماتع المخيلة وانشائها في طي الألوان ونشرها. فوق مسطحة، تتكاتبها الفنانة وتتقارأها، بالخطوط والألوان والمساحات التي تتغناها وتعمرها فيها، وكأنها في تجريدات بنائية وغنائية. مشوبة بتعبيرات ذاتية، وتصورات حلمية، تحزم فيها الضياءات، وربما الحرائق، وربما الضوء الذهبي المتمعدن من الشمس، والضوء الفضي المتمعدن من القمر، ولا همّ لديها سوى مقاومة الزمن، زمن اللوحة، وزمن الانسان، أي العمر الذي ينقضي مبعثراً وهباء. حتى أن الكثير من أقواس قزح تنتشر في غيمومات وانطماسات لوحاتها، التي تعبرها مناخات الفصول وألوانها...
2
ولتكن أحلامها ملونة ولتحوم وتحلق في سماوات تتبارق نجومها، وتتماهى شعاعاتها، ولتكن تصوراتها داخلية وعميقة، فهي كأنما تفجرت في هذه التجربة الجديدة، وذهبت في استغراق الألوان واعتشاقها الى الحد الأقصى من سرابات الجسد والروح. ومن الشفافيات والرهافات التي تحتدم وتحمحم في داخليتها، وهي تتصاعد بها، كأنما حسرات الى السماء. وكأنها تتجاسد وتجمهر أنفاسها وحيواتها، ومراياها، وكل الضياءات والنورانيات، والأمواه والأمواج، وكل الترقرقات والعذوبات، وكل الصبايات والغوايات العاشقة، في متون لوحاتها وفي هوامشها، ولا فرق لديها اذا كانت تموسقها، وتدوزنها، وتتواصل شعاعاتها في هواء الصالة، ممتدة بين لوحة وأخرى متعالقة، تتواقت الفنانة فيها وتتواقع، تتماكن وتتزامن، وكأنها في سياقات محمومة، وفي أعراف جياد متعرقة تتطاير عبر رياحها التي تثيرها زوابع ملونة، تغامر فيها كي تصل الى غيمومات ملونة شعاعية عبر انطماس أحافير الروح واستظهارها...؟
ولا شيء يوقف الفنانة عند حدودها المرئية، والتخوم التي ترودها، كأنما تتداخل في حدائق مزهرة متلاونة، وهي كما لوحاتها كأنها في ربيع أبدي للفصول، وتريد تأبيد ذلك وتخليده فيما يخامرها من مشاعر، حتى تذهب وتغوص في اللامرئي، وتحاول استعراءه والافادة من أحافير الأعماف لتموين لوحاتها، وتغذيتها، وسقايتها بمياه المخيلة، حتى تتشارق وتتغارب، وتتبارق وتتراعد وكأنها في رنين الأجراس والآبار، والأسرار، وكأنها تتكاشف جيولوجيا أعماقها، بكل الغبطة والحبور، والأفراح والكرنفالات والأعراس الملونة، وهي تجاهد وتتقدم في مغامراتها، حتى حدود العنف اللوني، في الرش والقصف والضرب، وكأن شبق الدم، هو الذي يزلزل أركان الوجود، ويتراكم في سرابات الضوء والماء...
زهير غانم
اللواء 20/4/2006