ماجدة الرومي في سطور - Majida el Roumi
ماجدة الرومي ليست مجرد مطربة، وليست الأغنية بالنسبة اليها نغمة وكلمة فقط، انها أولا ً وأخيرا ً رسالة انسانية.
ومن هذا المنطلق، خاضت غمار الفن، حديثة السن، بعدما احتلت المرتبة الأولى في امتياز في برنامج ستوديو الفن في بيروت، العام 1974.
وعندما غنت أغنيتها الأولى "عم بحلمك يا لبنان" عام 1975 رسمت علامة مميزة في الفن اللبناني والعربي لصفاء صوتها وندرته وقوة حضوره ومقدرته على تطويع الأنغام وتجسيد الألحان في صدق وعاطفة، حتى أضحت تلك الأغنية محطة راسخة في الذاكرة الفنية اللبنانية.
ومذذاك، احتلت مكانتها في قلوب اللبنانيين ومن ثم العرب حيث حلت وغنت، فملأت الساحة الغنائية على آخرها، ولما تزل متربعة على الكرسي الأول، راسمة لنفسها ولمسيرتها صورة واعية واضحة هدفها ثلاثة: تمجيد الله بالصوت، واحترام الانسان وكرامته بنقل الابداع اليه، ومغذية أرض الوطن بالخير والفرح والجمال... ومستندة الى ثقافة عالية وعلم رفيع.
وفي هذا الاطار، قال فيها الشاعر العربي الكبير نزار قباني:"أعجبت بفكرها قبل غنائها، ماجدة تشبهني بأعماقي ثوريا ً. انها واعدة جدا ً، وعندها ذكاء واحساس بالكلمة. أتصور أن لبنان في حاجة اليها، وموقعها سيكون سفيرة للبنان، لدى كل اللبنانيين وكل العرب...".
وكتب فيها عازف البيانو العالمي اللبناني وليد عقل: "أنا فخور بكوني لبنانيا ً ما دامت لبنانيتي تستند الى صوت رائع وصاف لا يقاوم هو صوت ماجدة الرومي التي نادرا ً ما يلتقي انسان بفنانة مثلها، الموهبة لديها توازي التواضع، والجمال يوازي العفوية."
وقال فيها الشاعر محمود درويش: "أعادتنا ماجدة الى ساحة عربية، كان الجمهور يمشي معها وكأنه يمشي في تظاهرة".
حازت دروعا رسمية وخاصة، وجوائز وأوسمة لبنانية وعالمية من جميع الدول التي غنت على مسارحها، اضافة الى وسام الشعب الذي تتلقاه يوميا ً حبا ً لها ولفنها.
كان لها في السينما اطلالة وحيدة العام 1976 في فيلم "عودة الابن الضال" للمخرج يوسف شاهين، وقد كرسها "حضورا ً" لافتا ً نالت عليه " جائزة النقاد المصريين".
والى أغنيتها الأولى"عم بحلمك با لبنان". العام 1975، أدت مئات الأغنيات، ولها احدى عشرة أسطوانة، هي على التوالي: "وداع" سنة 1977، "تسجيل حي من حفلات" العام 1982، "ماجدة الرومي تغني للأطفال" 1983،"حفلة جورج الخامس"1989، "كلمات" 1991، " ابحث عني" 1994، "رسائل" 1996، " أحبك وبعد..." 1998، "قيثارة السماء" 2003، "ارحمني يا الله" 2003... وأخيرا ً وليس آخرا ً اسطوانة "اعتزلت الغرام".
لم تقتصر شهرتها على لبنان والعالم العربي بل تعدتهما الى العالم أجمع. وها هي الصحافة الفرنسية تجمع على وصف صوتها ب"الصوت الكريستال". وكتبت"أنها حين تغني تجعل اللقاء أكثر فرحا ً بين النغمة والكلمة والحلم ونبضة القلب، وان صوتها يطوع الصعب ان لم نقل المستحيل".
غنت لكبار الشعراء اللبنانيين والعرب وحتى الفرنسيين، ولكبار الملحنين أيضا ً، فخطت لنفسها خطا ً فنيا ً مستقلاً جعل الشعار المعروف "المكتوب يقرأ من عنوانه" أكثر ما ينطبق عليها.
يشعر النخبويون أن ماجدة الرومي تغني لهم وحدهم لأنها تغرف من الشعر أرقاه، ومن النغم أكثره حسا ً ورقة ً وعذوبة.
ويشعر العامة أنها مطربتهم وحدهم، يناديهم صوتها الى ثورة، الى فرح، الى موعد فيتحلقون حوله كأنه لعبة بين يدي طفل.
ويأسف الماضي أنها لم تزره باكرا ً، ويهنأ الحاضر أنه متكىء الى صوتها وحضورها، أما الغد فيعد نفسه بأيام جميلة، ليكون في نظر الناس أجمل.
وتقديرا ً لعطائها الفني والانساني الكبير سمتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة FAO سفيرة لها في 16/10/ 2001. وهي تنشط في اطار مهمتها الجديدة، حيث يمكن أن تسهم في ردم الهوة بين نصف العالم الغني، ونصفه الفقير، مجندة فنها وصوتها لاقامة مشاريع، تساعد مليار انسان في العالم يعيشون تحت خط الفقر، على العيش بكرامة.
ومن أبرز الأوسمة ودروع التكريم والجوائز التي نالتها خلال مسيرتها الفنية الزاخرة:
وسام العمل الوطني من رئاسة الجمهورية التونسية العام 1987، درع من الجمعية الوطنية الفرنسية العام 1993، وسام الأرز الوطني من رتبة فارس العام 1994، شهادة "المواطنة الجزائرية" من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية العام 1997، درع من منظمة "أطباء بلا حدود" العام 1999، وسام الاستحقاق من نقابة الصحافيين المصريين العام 2000، شهادة ودرع سفيرة لمنظمة "الفاو" العام 2001، درع تكريمي من جلالة الملكة نور الحسين العام 2002، وسام الاستحقاق من رتبة ظابط من دولة ساحل العاج العام 2003، درع تكريمي من وزارة الثقافة السورية 2004، درع الثقافة والاعلام والميدالية المذهبة لذكرى الخمسون لاندلاع الثورة التحريرية من رئيس الجمهورية الجزائرية 2005، عضو فخري في جمعية المنح الجامعية في الجامعة الاميركية في بيروت 2005، الرئيسة الفخرية للجمعية اللبنانية للوقاية من ترقق العظام والعقد العالمي لأمراض المفاصل والعظم - الفصل اللبناني، 2007، منحت من مجلس أمناء الجامعة الاميركية في بيروت الدكتورة الفخرية في العلوم الانسانية 2009، وتقديرا ً لجهودها الفعلية في خدمة لبنان والانسان والسلام العالمي منحت براءة الشرف والعرفان اللبناني العالمي من قبل الرابطة اللبنانية في العالم - باليز 2009. تكريم من الكنيسة الكاثوليكية بمناسبة لقاء الكهنة الكاثوليك في لبنان 2010.
منذ انطلاقتها الأولى، وماجدة الرومي تسطع على أعرق مسارح لبنان والعالم وأحيت عشرات المهرجانات الدولية، مع فرقتها الموسيقية الخاصة وفرق عالمية، ومن أبرز تلك المسارح والمهرجانات: مهرجانات بيت الدين الدولية، مهرجان جرش الدولي، مهرجان قرطاج الدولي، دار الاوبرا المصرية، دار الاوبرا السورية، الالمبيا في باريس، البرت هول، لنكولن سنتر، أتلنتيك سيتي، الفوكس سيتر، بلاس دي زار في كندا، قصر المؤتمرات في كل من ابو ظبي، مصر، فرنسا وكان وغيرها.
وفي العام 2006 شاركت في افتتاح الالعاب الاسيوية في قطر من خلال ديو أغنية Light the Way مع التينور العالمي خوسيه كاريراس وأيضا ً عام 2009 شاركت في افتتاح الالعاب الفرونكوفونية في لبنان من خلال ديو أغنية Amis du Monde مع الفنان العالمي يوسن دور.
و في العام 2013 منحت فرنسا الفنانة ماجدة الرومي وسام الفنون والاداب الفرنسي من رتبة ضابط في حفل اقيم لهذه المناسبة مساء امس في قصر الصنوبر في حضور وزير الاعلام وليد الداعوق ممثلا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وزير الثقافة غابي ليون، السيدة منى الهراوي، سفيرة اسبانيا ميلاغروس هيرناندو ايشيفاريا، نقيب المحررين الياس عون، رئيس جمعية الصناعيين نعمت افرام، الوزير السابق زياد بارود، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب وحشد من الفنانين والاعلاميين والملحنين وعائلة الفنانة الرومي.