الاحتفال بتمثال نعوم اللبكي - الحكومة والشعب والانتداب يكرمون "ابن الشعب" اللبناني
كان الاحتفال بكشف الستار عن تمثال المرحوم نعوم اللبكي مظاهرة وطنية صادقة دلت على روح الشعب اللبناني الحية وتقدير الحكومة الوطنية في تكريم نوابغها.
وقد تصدر الحفلة الشعبية الكبرى حضرة رئيس الجمهورية الاستاذ دباس ومثل المسيو سالومياك حكومة الانتداب ومثل الحكومة اللبنانية حضرة رئيس الوزارة حبيب باشا السعد وترأس الاحتفال حضرة الاستاذ نمور وزير الداخلية ومثل البطريرك سيادة المطران عبد الله وحضر الاحتفال سيادة المطران مبارك وعدد كبير من النواب والمحافظين والاعيان.
وعند الساعة الثالثة وقف النائب الشيخ يوسف الخازن على منصة الخطابة قبالة التمثال فالقى خطاباً تاريخياً ودرس اراء اللبكي ونظرته النيابية. وكان رئيس الجمهورية قد ازاح عن التمثال العلم اللبناني الذي كان يغطيه فظهر اللبكي – كأنه حي يكاد يتكلم- واقفاً على منصة يخطب في الجماهير.
ووقف النائب الاستاذ روكز ابو ناضر بعد الشيخ يوسف فالقى خطاباً سياسياً.
ثم وقف الاستاذ موسى بك نمور وزير الداخية واستلم التمثال باسم الحكومة اللبنانية في خطاب مؤثر جميل.
ثم تكلم الزميل الفاضل صاحب " الاحرار" الاستاذ جبران تويني باسم الصحافة والقى قصيدة خليل بك مطران التي مطلعها:
يا مسهد القوم اطلت السنة ما الدهر الا بعض هذي السنة
وعقبه على الاثر الاستاذ شارل عمون بخطاب فرنسي جميل.
ثم وقف رئيس الجمهورية في عاصفة من التصفيق الحماسي فالقى كلمته الجميلة في صديقه اللبكي ومما قاله في خطابه:
..." لقد ترك " اللبكي" الرئاسة دون تأسف كما كان رضي بها دون تلهف وان وجود مناظره على رئاسة المجلس التمثيلي في هذا الاحتفال لاكبر دليل على انه بالرغم من المناظرات السياسية لم يكن له اعداء خصوصيون".
وبعدما انتهى الخطباء وقف الشاب الناهض صلاح اللبكي بكر انجال الفقيد الكبير والقى كلمة باسم عائلته كلمة شكر مؤثرة.
وختمت موسيقى الجمعية المتنية الحفلة الكبرى بالنشيد اللبناني الذي حيت فيه رئيس الجمهورية ايضا ساعة وصوله وساعة وقوفه على منصة الخطابة.
في ذمة الله والتاريخ ذكرى نعوم اللبكي وفي ذمة الشعب اللبناني وحكومته الوطنية " تمثاله" الواقف خطيباً في الناس.
المعرض العدد الثالث والعشرون ايلول – كانون الاول 1928 ص 17.