الفنانة التشكيلية بلقيس فخرو و البحث عن مكان ما في مكان ما بقلم بشرى بن فاطمة
تنظم وزارة الثقافة البحرينية تحت إشراف الشيخة "مي بنت محمد آل خليفة" وزيرة الثقافة معرضا فنيا، للفنانة التشكيلية بقليس فخرو و ذلك من 7 إلى 26 نوفمبر لخصت فيها تجربة أعمالها من 2005 إلى 2009 و عبرت فيها عن نضج شامل و بساطة فنية امتزجت فيها الظلال و الألوان.
و تعد الفنانة بلقيس فخرو من رواد الفن التشكيلي العربي و الخليجي خاصة، فهي رائدة في أسلوبها و توجهها تعتمد على الألوان الزيتية و المضمون المتعلق بالأرض و المتغلغل في عمق التراث و الإنسانية و الواقع و قد استطاعت أن تجوب العالم بأعمالها مقدمة تجربة مختلفة و متجددة في الفن الإنساني وهي لا ترى صراعا بين أسلوب رسمها أو التلوين على الألواح و الطريقة التجريدية لأنها في تكامل لا متناه.
تجربة تجريدية نادرة
ولدت بلقيس فخرو سنة 1950 تحصلت سنة 1975 على باكالوريا في اختصاص الفنون الجميلة و تاريخ الفن من كلية مونيس بسان فرانسيسكو، هي عضوة في جمعية أصدقاء البحرين للفنون التشكيلية و في مجموعة أصدقاء الفن لدول الخليج. و إلى جانب انشغالها بالرسم قدمت بلقيس فخرو عدة كتابات نقدية و دراسات تحليلية في الفن منها تحليل في باب الإبداع الفني في قسم الفنون التشكيلية الصادر ضمن كتاب "الثقافة في البحرين في ثلاثة عقود".
تتميز تجربة الفنانة بلقيس فخرو بالنضج الكامن في توجهها العام و أسلوبها المميز و ألوانها الخاصة التي قادتها نحو التجريد بإبرازها للمكان دون تخصيص لانتمائه لأن المدن التي ترسمها ذات دلالات مختلفة فهي و على حد قولها "مكان ما في مكان ما".
و تعبر في لوحاتها و فنها عن أن اللوحة إنما هي بقايا الذاكرة الإنسانية التي تعود إلى الأجداد الذين عبروا من الأرض معتمدة في تعبيرها التجريدي المجدد على البساطة في المكان المتجسدة في المساحات اللونية المنخفضة بين الداكن و الفاتح و هي تقنية تبرز التشابك بين الملمس و الألوان و الموضوع فيظهر ككل متكامل يشكل المشهد النهائي للوحة، كما تسعى إلى الإبتعاد عن الغموض و التعقيد و هنا يكمن التجديد في العمل الفني التجريدي لأن اللوحة تنطوي على إثارة العواطف.
و من خلال المهارة في استخدام الألوان و النسيج و تتأثر التقنيات بشكل التعبير عن المضمون الذي يصبح مثل الموسيقى المتناغمة، و توظيف بلقيس فخرو للألوان له عدة دلالات فاللون الأصفر الطاغي على اللوحات يعبر عن الإشراق و الأمل و التفاؤل و الإستمرار أما الألوان الداكنة المتباينة الظلال فتعبر عن الغيوم و العتمة و سوداوية الذكريات في تعبير فلسفي و انساني عمي